تجارة الخردة كلها مكاسب تعتمد علي تحول سلع معدومة القيمة لدي صاحبها إلي سلع عالية القيمة لدي طرف آخر.. تنتشر تجارة الخردة بشكل كبير في مختلف الأحياء وتقوم علي استخلاص وفرز المعادن كالحديد والألومنيوم والنحاس والنيكل من الأجهزة الكهربائية كالثلاجات والغسالات والسيارات والمواتير بمختلف أشكالها.. والأسلاك الكهربائية بالإضافة إلي الأثاث القديم والصناعات البلاستيكية. تبدأ التجارة يوميا مع أول ضوء للشمس وذلك بتسريح جامعي الخردة "الروبابيكيا الساكسونيا" بالعربات الكارو في شوارع وأحياء الاسكندرية والمناطق السياحية لشراء وجمع كل ما هو قديم. الساكسونيا يشترون القديم بنظام المقايضة مقابل أواني ألومنيوم أو مصنوعات بلاستيكية.. إلخ.. والروبابيكيا يدفعون مبالغ نقدية أو يحصلون علي الأشياء بدون مقابل. يقول طارق محمد صاحب مخزن لبيع الخردة بمنطقة الحضرة عملي يتركز علي شراء الخردة من جامعيها ويتم فرزها وتصنيفها وبيعها لأن كل قطعة خردة لها زبونها الخاص. أوضح ان قطعة الأثاث يطلبها التجار وبمجرد وصول قطعة الأثاث يتم بيعها لهم.. أما قطع غيار الأجهزة الكهربائية فيكون زبونها فني تصليح هذه الأدوات.. أما خردة السيارات فزبونها الميكانيكي أو السمكري وأحيانا نجمع كميات كبيرة من نوع خردة واحد ويتم بيعها للمصانع التي تشتريها وتعيد تدويرها. يضيف سعيد جاد الله تاجر خردة بأنه يعمل في المهنة وعمره 15سنة عندما كان يعمل صبيا لأحد تجار الخردة حيث كان يتجول معه في شوارع وأحياء الاسكندرية لشراء الروبابيكيا بواسطة "عربة كارو" عليها ميكروفون صغير بنادي من خلاله لشراء الخردة والمخلفات الحديدية أو البلاستيكية وانه ظل يعمل بهذا الشكل لسنوات عديدة تعلم من خلالها كيف يشتري البضائع من الزبون بأقل الأسعار وأحيانا بدون مقابل مادي بالإضافة إلي معرفة الفرق بين السلعة الرديئة والجيدة كما تعلم فرز البضاعة بعد أن يأتي بها للمحل حيث عرف قيمة كل قطعة خردة وفيما تستخدم فضلا عن كيفية بيعها بالأسواق الشعبية. أشار الي ان شراء موتور غسالة قديمة غير صالح للاستخدام يكون بهدف الاستفادة من أسلاك النحاس التي توجد بداخله وإذا كان الموتور يحتاج بعض التصليح فنقوم باصلاح العطل ثم يباع ثانية بمبالغ كبيرة. أكد يوسف السباعي بائع روبابيكيا أنه ورث المهنة عن والده وانه قام بتطوير المحل الصغير حتي أصبح يحتوي علي العديد من أنواع الخردة موضحا أن المهنة مهارة وشطارة من التاجر ورزق من الله الذي يوفق في شراء الخردة وبيعها مشيرا إلي ان هذه التجارة تحتاج إلي محل به مخزن كبير وعمال يتجولون بين الأحياء المختلفة بحثا عن الخردة وعمال آخرين يقومون بالفرز والبيع. أوضح ان فلسفة الربح الوفير لهذه التجارة تقوم علي منطق بسيط هو تحويل سلعة معدومة القيمة لصاحبها إلي عالية القيمة لدي طرف آخر فقد تلجأ ربة المنزل لإلقاء طبق من البلاستيك في القمامة إذا كسر لكنه يمثل قيمة لدي تاجر الخردة الذي يقوم ببيعه لمصانع تدوير البلاستيك التي تطحن الطبق وتحوله لسلعة جديدة.