للمرة الألف بعد الألف تثبت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها صهيونية أكثر من إسرائيل نفسها وهذا واضح تماماً من موقفها الخاص بموضوع التصويت علي منح فلسطين العضوية الكاملة باليونسكو. حيث عارضت ذلك علناً ولكن خاب فألها وصوتت 107 دول لصالح فلسطين وأصبحت فلسطين عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية . ولم تتعلم واشنطن الدرس بل تمادت في غيها وأعلنت أنها ستسحب تمويلها للمنظمة الدولية كنوع من العقاب لها وهو الأمر الذي لم تعلن إسرائيل فعله . هل يمكن بعد ذلك أن يتصور عاقل أن أمريكا يرجي منها شئ مهما تشدقت بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان . الملحوظة الثانية في هذا الإطار هو أن أمريكا تفعل ذلك في ظل إدارة المدعو باراك أوباما الذي تصوره بعض العرب والمسلمين نصير العدالة الالهية . فها هو يظهر علي حقيقته مناصراً قحاً لكل معاني اللاعدالة بل العدوان والارهاب ممثلاً في إسرائيل . فهل يتعلم العرب والمسلمون الدرس ويكفون عن تصديق مثل هذه الأكاذيب التي يصدع أمثال باراك أوباما رءوسنا بها ليل نهار. الأهم من ذلك كله أن إسرائيل ربما لا تمرر ما حدث دون افتعال أزمة عسكرية ضد غزة تشير الأحداث إلي أنها بدأت فعلاً في تنفيذها بحجة الصواريخ التي جاءت رداً علي الغارات الإسرائيلية التي شنتها علي مواقع استراتيجية في غزة . والواضح أن المسألة ربما لن تقف عند هذا الحد حيث يتوقع الكثيرون من المراقبين أن تفكر إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية كمحاولة هروب للأمام بعد ما كادت تفقد صوابها أمام الثورات العربية التي ستغير موازين القوي في المنطقة من جانب وأمام النجاح الدبلوماسي الذي تحققه فلسطين من الجانب الآخر. إن إسرائيل خائفة من أن يتكرر المشهد بالنسبة لعضوية فلسطين في الأممالمتحدة إذا رفض مجلس الأمن ذلك بالفيتو الأمريكي وعادت القضية للجمعية العامة للمنظمة الدولية الأم بعيداً عن المفاوضات الثنائية التي احتكرتها إسرائيل برعاية أمريكية وتخطط لاستمرارها حتي يوم القيامة !! يتعين علي العرب والمسلمين أن يستعدوا لاحتمال خوض جولة جديدة مع إسرائيل فليحذر الجميع.