هل ربط أحد بين ظاهرة انتشار الشماريخ في ملاعبنا رغم شدة العقوبات الموقعة علي الأندية. وبين قرب موعد الانتخابات البرلمانية. وسعي بعض القوي السياسية لافسادها وتأجيلها؟! أؤكد لكم أن هناك علاقة خفية بين الأمرين .. وأن من يصروا علي استخدام الشماريخ والصواريخ في مدرجات ملاعب كرة القدم هم من يستخدمون مباريات كرة القدم للضغط السياسي. وإحراج الأمن. ومواصلة إضعافه. وإضعاف هيبة الدولة. حتي تقوي شوكتهم السياسية. وإعلاء هيمنتهم علي المجتمع والشارع والاعلام. وأي سلطة تمنعهم من التحرك كيفما شاءوا وفي أي اتجاه دون حساب أو عقاب. لذلك أكرر ما سبق أن ذكرته قبل أسبوع أن علي لجنة المسابقات باتحاد الكرة وأمن المباريات. ألا يعطوا أي اهتمام بتلك الشماريخ التي تشتعل لدقائق في المباريات الجماهيرية. وألا تطبق لجنة المسابقات أي عقوبات بشأن اشعال هذه المشاريخ هذا الموسم. علي اعتبار أنه موسم استثنائي شهد أموراً. استثنائية عديدة. بداية من إلغاء الهبوط. والابقاء علي أندية الاتحاد السكندري وسموحة والمقاولون. وزيادة المسابقة إلي 19 نادياً وكان من المقرر أن تكون 20نادياً. لولا عصيان أندية الترسانة والمنصورة وأسوان عن استكمال دورة الصعود لأحد الأندية الثلاثة. ففضلوا البقاء في القسم الثاني .. وهو أيضاً موسم استثنائي في طريقة تحديد مجموعات القسم الثاني. التي أصبحت 6 مجموعات بعد أن كانت 3 مجموعات في السابق ..فما الذي يمنع أن نقص البصر عن اشعال بعض الشماريخ في كل مباراة. وتتوقف لجنة المسابقات عن توقيع عقوباتها علي الأندية الجماهيرية باللعب بدون جمهور أو النقل خارج ملاعبها .. وليكن هذا "التغاضي" أمراً استثنائياً. انها ليست مجرد قلة تلهو بتلك الشماريخ في المدرجات وتستثار بلهيبها وبريق أضوائها .. ولكنهم أداة تتحرك بيد منظمات حقيقية تلهو بأمن الوطن. وتريد إرهاب الجميع .. حتي لو تسترت هذه المنظمات أو التشكيلات وراء مسميات رياضية مقبولة. مثل التراس أهلاوي أو زملكاوي أو إسماعيلاوي .. وللعلم فإن من مبادئ وأهداف هذه التجمعات من مشجعي الكرة "الألتراس" رفض ومقاومة أي سلطة تتصدي لانفعالاتهم المتحمسة والمتفجرة. والخطرة أحياناً .. لذلك لا استبعد أبداً أن يكون هناك من يسكب البنزين علي هذا "اللهب الملتهب" أصلاً. فيزيده اشتعالاً وخطراً. إلي درجة اختراق أمن المجتمع والمواطنين. والصدام الدموي مع كل من يقف أمامهم. حتي وان كان قوات الأمن المسئولة عن حماية المجتمع وأمنه. وراجعوا معي شريط الاحداث الخطرة التي انطلقت من مدرجات "الألتراس" والتي بدأت في الغالب. باشعال "شوية" شماريخ .. والبداية في اقحام جماهير الزمالك لملعب ستاد القاهرة في مباراة الافريقي التونسي .. وقيل وقتها إن الجماهير أرادت أن تثور في وجه "العادلي" الموجود في السجن. ورجاله بوزارة الداخلية .. وتكرر نفس المشهد بصورة أخري في مباراة الأهلي. في كأس مصر. واحتكت الجماهير برجال الأمن. ثم خرجت إلي الشارع وقطعت الطريق أمام المواطنين واحرقت سيارات ودمرت محلات .. ثم كان التواجد غير المفهوم بعد جمعة تحديد المصير. ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة .. ثم تغيير التكتيك بعد القبض علي أعداد من هذه العناصر. وثبوت أنها مدفوعة الأجر لارتكاب هذه التصرفات الاجرامية .. وجاء التكتيك الجديد في التحدي السافر للأمن واتحاد الكرة .. فالعقوبات المشددة توقع علي الأندية. وجماهير هذه الأندية لا ترتدع ولا تتراجع .. فمن أين لهم هذه القوة. وذاك العناد. وأين حبهم لناديهم وغيرتهم علي مصلحته ونقاطه التي تضيع إذا لعب دون سلاحه القوي وهو الجمهور .. أين هذا الحب؟! اتركوهم يلهوا. ولن يستفزوا سوي أنفسهم وعندما تهدأ ردود الأفعال حول تصرفاتهم المستفزة للمجتمع. سوف يتوارون. أو بمعني أدق سوف يتخلي عنهم من يستغلونهم ويحركونهم وفق برامج محددة. هدفها زعزعة استقرار المجتمع وأمنه في هذه المرحلة الفارقة. والتي سوف تشهد الانتخابات البرلمانية .. فهؤلاء الثائرون بشماريخهم. ينتمون إلي القوي السياسية الرافضة للانتخابات أو التي تشعر أن فشلها قادم علي الطريق. بعد أن ملأت الشارع ضجيجاً وصراخاً .. فلا يستمعون لأحد ولا يحترمون أحداً. ولايرون أن هناك ارادة فوق ارادتهم. اتركوهم يلهوا .. وسوف تخيب لعبتهم عن قريب عندما تعبر مصر هذه المرحلة بخير وأمان .. ولان الدوري سيتوقف نحو 35يوماً. فسوف يبحثون عن لعبة اخري يحاربون بها الأمن والمجتمع.