ليالي وأيام العيد هي الفرصة الذهبية للمرشحين سواء بالقوائم أو علي المقاعد الفردية وكل حسب قدرته المالية في استغلال التجمعات الكبيرة للحصول علي دعاية مكثفة مجانية. وتعد "جماعة الإخوان المسلمين" وحزبها الحرية والعدالة هي الأكثر سيطرة علي الساحات المفتوحة لأداء صلاة العيد التي ستضم مرشحيها. قامت "الإخوان" بوضع لافتات مبكرة علي المناطق المفتوحة لاثبات حقها المبكر في عملية الحجز. كما قامت أيضاً بالاستعانة بسيارة نصف نقل مزودة بسماعات تطوف الدوائر للدعاية لأماكن الصلاة والهدايا لجذب المصلين.. وسبق كل هذا توزيع أوراق دعائية لحملة "شارك" والتي تشمل "55 جمعية أهلية" تتبع جماعة الإخوان لحث المواطنين علي التبرع لها بنسبة من لحم الأضحية وفروة الخروف أو بالمال لإطعام "100 ألف فقير بالإسكندرية".. الإخوان الأكثر تنظيماً علي الإطلاق بين الأحزاب قامت بتكثيف مؤتمراتها الدعائية والتي تم من خلالها توزيع أماكن الصلاة وحملة شارك وبرنامجها وغيرها. أما الجماعة السلفية فهي أكثر هدوءا حيث من المعروف بين أعضائها المساجد التي تتبعها والشوارع المخصصة لهم وتكمن قوة "السلف" في غرب الإسكندرية والمناطق العشوائية والشعبية بينما القوة الحقيقية للإخوان من منطقة الرمل والمنتزه وتقل تباعا بكل دائرة عن أخري. أما ساحات الصلاة القليلة وأيضاً أعداد قليلة من المساجد والزوايا فهي التي تمكن باقي المرشحين من الحصول عليها في ظل منافسة لا يمكن المشاركة فيها بين الإخوان والسلف. *** أما "الهدايا" فهذا شأن آخر ففي البداية طرح الإخوان اللحوم للبيع من خلال السرادقات سواء كانت اثيوبية أو سودانية بأسعار أغلي من الأسعار التي طرحها "حزب النور" والجماعة السلفية وهو الأمر الذي اضطرهم في بعض الدوائر إلي خفض الأسعار ليتساووا مع السلفيين كما حدث ذلك في محرم بك بمساكن درغام والجمهورية والفلكي وغيرها حينما طرح السلف كيلو اللحم ب 38 جنيها والإخوان "بأربعين" وتم تخفيض المبالغ فيما بلغت الأسعار في منيا البصل "45 جنيهاً". الدعاية بالخروف *** ونعود من جديد إلي الدعاية عن طريق الأضاحي خلال ليلة العيد فهناك من المرشحين من ذبح وأعلن عن توزيع اللحوم وهناك من ذبح بالفعل ولم يستخدم المسألة كدعاية لأنها تعلن عن نفسها ولعل أكثرها قوة لأحد المرشحين المستقلين بالمنتزه الذي قام بذبح "11 عجلا" كمنافسة قوية للإخوان الحكم فيها لرجل الشارع بالصناديق الانتخابية وكذلك الحال بغرب الإسكندرية التي شهدت عمليات ذبح سواء من أعضاء الحزب الوطني السابقين أو أعضاء المجالس المحلية أو القبائل بالإضافة إلي المرشحين أنفسهم ولم يتم الإعلان عنها صراحة حتي لا تؤخذ عليهم فالمنافسة مع الإخوان بلغت الذروة في عمليات الذبح والتوزيع بشرق وغرب الإسكندرية في ظل ضعف عملية توزيع اللحوم بمنطقة وسط الإسكندرية بوجه العموم. ** أما الأحزاب فهي تعاني بصورة عامة من ضعف الإمكانيات المالية في الدعاية فما بالكم بلحوم وهدايا العيد.. ويبقي "حزب مصر القومي" هو الأقوي في عملية التوزيع حيث قام الدكتور "عفت السادات" بتوزيع كميات كبيرة من اللحوم علي أعضاء قائمته التي يرأسها تتراوح ما بين "50 لفة إلي 250 لفة" لحم وبالطبع فإن اللفة الواحدة لا تقل عن كيلو لتوزيعها علي الجمعيات الأهلية وأبناء الدائرة للدعاية للحزب من خلال كيس يحمل اسم الحزب كدعاية مستترة ولم يتكلف أعضاء قائمة "عفت" أي تكاليف مالية في هذا المجال حتي في لعب الأطفال التي تم توزيعها أيضاً علي أعضاء القائمة لتوزيعها في المساجد وساحات الصلاة كل في دائرته نظراً لاتساع حجم الدائرة التي تغطي نصف الإسكندرية.. كما قام الدكتور "عفت" بإقامة ساحة لصلاة العيد بالشارع المواجه لنادي الاتحاد لأننا سبق أن ذكرنا أن "الإخوان" استحوذت علي جميع المساحات المفتوحة.. وأعلن عن توزيع ثلاث خراف و"D.V.D) كسحب قرعة بين المصلين بخلاف الهدايا. ** أما جماعة الإخوان فاختلفت هداياه طبقاً لكل منطقة كدعاية لحزب الحرية والعدالة فهناك ساحات السحب فيها في أعقاب الصلاة علي قرعة تشمل رحلة عمرة وخروف وهدايا منزلية وهناك سحب علي خروفاً وهدايا مالية أو منزلية ولم يختلف الحال بالنسبة للسلف في الإعلان عن السحب علي خروف أيضاً مع توزيع كميات كبيرة من الهدايا النوعية الفاخرة كما سبق أن قامت به في عيدالفطر المبارك. وبدر عبدالمولي *** أما المستقلون فلعل أشهرهم هو "بدر عبدالمولي خيرالله" مرشح العمال بالدائرة الرابعة لمجلس الشعب الذي قام بسحب علي "10 خراف" بمعدل خروف بكل ساحة بدائرته الانتخابية بخلاف لعب الأطفال والأجهزة الكهربائية كدعاية مجانية للأسر بالساحات والمساجد والزوايا المخصصة للصلاة بالإضافة إلي مساهمته في جهاز بعض عرائس العيد وعقد جلسات مصالحة بين الأسر والقبائل كفرحة للعيد بغرب الإسكندرية. *** وبوجه العموم فإن المرشحين المستقلين والأحزاب بقوائمها والتحالفات التي لم تستطع أن تواجهه عملية الانفاق علي ساحات الصلاة اكتفت بعملية توزيع أوراق دعايتها علي نتائج صغيرة أو كبيرة أو توزيع المناطق الانتخابية أو التعريفات السياسية مقرنة باسم المرشح بالإضافة إلي بعض الهدايا البلاستيكية للأطفال مع الحلوي. وفي الوقت نفسه فإن أعضاء الحزب الوطني والمجالس المحلية من الأثرياء يحرصون علي ممارسة دورهم المعتاد في عملية الذبح والهدايا. لاثبات تواجدهم في الوقت الذي يقوم فيه شباب الثورة بتوزيع منشورات تحذر من الفلول في الانتخابات وانتخابهم.