جنوب سيناء من أصعب الدوائر علي مستوي الجمهورية من حيث امتدادها الجغرافي تترامي أطرافها حتي الحدود الشرقية بطابا وتبدأ من رأس سدر علي خليج السويس. يواجه مرشحوها لمجلسي الشعب والشوري تحدا كبيرا نظراً لطول المسافات وتعدد القبائل الذي يبلغ عددها أكثر من 10 قبائل بخلاف أبناء وادي النيل الذين وفدوا إلي سيناء في الثمانينيات وأقاموا فيها وهم يزيدون عدداً عن أبناء البادية. وللتغلب علي هذه المشكلة اشترطت الأحزاب المشاركة في انتخابات الشعب والشوري علي مرشحيها أن تضم القائمة كل طوائف المجتمع من بادية وحضر لضمان كسب الأصوات ويتجلي ذلك بوضوح في القوائم التسع لأحزاب الوفد والإصلاح والتنمية والمصريين الأحرار والحرية والعدالة والوسط والعربي للعدل والمساواة وهي الأحزاب التي تقدمت بقائمتين للشعب والشوري بجانب أحزاب الحرية والاتحاد ومصر الحديثة الذين تقدموا بقائمة للشعب لكل حزب وحزب النور الذي ينافس علي مقاعد الشوري بقائمته الوحيدة. الصراع في هذه الدائرة سيكون ساخناً فالقبائل وكبارها وليست الأحزاب بدأت اتصالاتها مع حلفائها لضمان الحصول علي المقاعد بالرغم من تطلعات الكثيرين من الشباب أن تشهد هذه الانتخابات نهاية العصبيات والقبلية في اختيار المرشح وأن يكون برلمان الثورة القادم هو بداية لعهد جديد يختار الشعب ممثليه في البرلمان بعيداً عن التزوير. أما الأحزاب فأكثرها غير معروف علي الساحة رغم مشاركة الكثيرين من أبناء المحافظة في ندب الأحزاب إلا أن مرشحيها في القوائم يعتبرونها غطاء شرعيا للمشاركة في القائمة ويجئ في مقدمة الأحزاب المشاركة حزب الوفد الذي تقدم بقائمتين للشعب والشوري وحرص في اختيار مرشحيه من بين أبناء البدو الذي جاء علي رأس قائمة الوفد صلاح ربيع عواد ابن قبيلة القرارشة وعضو مجلس الشعب لدورتين ماضيتين كمستقل فئات واختيار أحد أبناء الوادي وهو أحمد وهدان موظف بالتأمينات عمال وينتمي لمحافظة الغربية الذي ينتشر أبناؤها في ربوع المحافظة اختار الوفد أيضاً أحد أبناء الوجه القبلي وهو محمد حسن حفني موظف بشركة بترول بأبورديس ونادية أحمد عبده بالتربية والتعليم وهي من أقوي القوائم وفرص اقتناص مقعدين واردة. أيضاً هناك أحزاب المصريين الأحرار والإصلاح والتنمية ويضمن وجوها معروفة في العمل السياسي سابقاً من خلال الحزب الوطني المنحل إلا أن القائمتين فرصهم متساوية في الفوز بمقعد لكل منهم وأبرز الوجوه في قائمة المصريين الأحرار إبراهيم رفيع عضو الشعب عمال السابق عن الوطني المنحل وسيد كمال فئات ويمثل أبناء الوادي. أما الإصلاح والتنمية فجاءت علي رأس القائمة فضية سالم عبيد الله المحامية وبنت البادية التي تعتبر مثالاً يحتذي للشابات البدويات ولها شعبية كبيرة وتنتمي لقبيلة المزينة ذات العدد الأكبر من القبائل. ويظهر علي الساحة أيضاً الحزب العربي للعدل والمساواة الذي تأسس من خلال أبناء البادية في شمال سيناء ويشارك بقائمتين للشعب والشوري وقائمة الشعب متنوعة وموزعة علي أبناء القبائل مع مشاركة مرشح من الوادي ويأتي علي رأس القائمة الشيخ محمد عيد دخيل فئات وهو واعظ ديني وينتمي لقبيلة الحويطات ثاني القائمة هو من شباب قبيلة المزنية وهو موسي فراج عمال وتعتبر قبيلته من أكثر القبائل التي لها مرشحون في القوائم ومقاعد الفردي شعب وشوري. أما باقي الأحزاب فالوسط والحرية والاتحاد ومصر الحديثة ففرصهم متضائلة إلا إذا حدثت المفاجأة وانتزع أي منهم مقعدا من المقاعد الأربعة. الفردي أما علي المقاعد الفردية وعددها اثنان تقدم 30 مرشحاً بأوراقهم وبدأوا في الرحلات المكوكية كل من مدينته إلي المدن الأخري والصحراء الشاسعة منهم 21 يتنافسون علي مقعد الفئات و9 مرشحين علي مقعد العمال. أبرزهم غريب أحمد حسان عضو الشعب السابق مستقل عمال وفرج بريك عودة عمال البرلماني القديم وعلي عطوة مضعان عضو الشعب السابق عن الوطني المنحل فئات وصالح حميد عطوة وهو من الشباب فئات وعودة فريح أبوجوهر عمال وسالم أحمد زيدان فئات ومجدي عويس فئات وماجد ربيع عطوة عمال وهذه الأسماء أغلبها من أبناء البادية باستثناء مجدي عويس نقيب المحامين السابق بالمحافظة والذي لديه فرصة كبيرة إذا تكاتف الجميع وراءه. والأعضاء الثلاثون جميعهم يترقب ويؤجل التربيطات مع القوائم حتي تتضح الرؤية لكل مرشح وجدوي اتفاقاتها مع الأطراف الأخري. الملفت للنظر في هذه الدائرة أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين تضم قائمته أسماء مغمورة ولا يوجد لأبناء البادية أي تمثيل فيهما مما يصعب في موقفه وهو ما يردده رجل الشارع ويزيد بأن مشاركة الحزب جاءت لإثبات الوجود فقط بعيداً عن المنافسة.