* يسأل ماهر فوزي العريش "محام" بالهرم: ماهي الحكمة من تقبيل الحجر الأسود؟! ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف: وردت في فضل الحجر الأسود أحاديث. وعن عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: "أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك". وقد روي النسائي ما يشعر بأن عمر رفع قوله هذا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقد أخرج من طريق طاوس عن ابن عباس قال: "رأيت عمر قبل الحجر ثلاثا ثم قال: إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم فعل ذلك". قال الطبري: وإنما قال ذلك عمر لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام: فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب التعظيم لبعض الأحجار. وقال المهلب: حديث عمر هذا يرد علي من قال إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده ومعاذ الله أن يكون لله جارحه. وهذا صريح في أنه ليس بحديث وإنما هو قول لبعض الناس مردود بما ذكر وقال الخطابي تصحيحاً لمعنا فقط: معني أنه يمين الله في الأرض أن من صامحه في الأرض كان له عند الله عهد. ولقد جرت العادة بأن العهد يعقده الملك بالمصافحة لمن يريد موالاته والاختصاص به فخوطبوا بما يعهدونه وقال المحب الطبري معناه إن كل ملك إذا قدم عليه الوافد قبل يمينه فلما كان الحاج أول ما يقدم يسن تقبيله نزل منزله يمين الملك ولله الملك المثل الأعلي. فهو كلام علي التجوز ذكر ذلك الحافظ بين حجر في فتح الباري. قال: إنما شرع تقبيله اختياراً ليعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع وذلك يقين بقصة إبليس حين أمر بالسجود لآدم. وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين وحسن الإتباع فيما لم يكشف عن معانيها وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلي الله عليه وسلم فيما يفعله. ولو لم يعلم الحكمة فيه. وفي شرح الترمذي: أنه يكره تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبليه. * يسأل عبدالحكيم الصاوي أحمد مدرس أول لغة عربية بمدرسة يوسف السباعي الثانوية: ما هي أفضل الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في العشر الأوائل من ذي الحجة؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: من أيام النفحات العظيمة ومواسم الطاعات الكبري العشر الأوائل من ذي الحجة التي فضلها الله عز وجل علي سائر أيام العام. لما روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلي الله تعالي منه في هذه الأيام - يعني أيام العشر- قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله. إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء" "أخرجه البخاري". ومن أحب الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في العشر الأوائل من ذي الحجة: * التكبير في المساجد والمنازل والطرقات. ويجهر به الرجال وتخفيه النساء. يقول الله تعالي: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام" "الحج: 28". * الصيام لغير حاج حيث يعد من أفضل الصالحات في هذه الأيام. لما روي أن النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يصوم تسع ذي الحجة" "أخرجه النسائي". * الإكثار من الأعمال الصالحة. وذلك بتعمير أوقات هذه الأيام بطاعة الله. وقراءة القرآن الكريم. والذكر. والدعاء. وصلة الأرحام. وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وغير ذلك من سُبل الخير. * التقرب إلي الله بذبح الأضاحي. وقد ثبت في السُنة النبوية الصحيحة أن النبي "صلي الله عليه وسلم" ضحي بكبشين أملحين أقرنين. وكان يذبح بيده وهو يقول: "بسم الله والله أكبر" "رواه البخاري". فليحرص المسلم علي مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء. وثوابها عظيم. ولكن مهما عظم الثواب فإن الطريق طويل والخطر محيط والاغترار غالب والله تعالي بالمرصاد وإليه المرجع والمآب.