يخطيء من يظن ان الأزمة السعودية - الكندية شأن سعودي خالص.. لا ياسادة.. انها قضية تهم وتخص كل عربي من الخليج الي المحيط . بداية.. كيف حدثت الأزمة؟.. باختصار شديد حدثت بسبب تغريدة اطلقتها سفارة كندا بالسعودية قالت فيها: تشعر كندا بقلق بالغ ازاء الاعتقالات الاضافية لنشطاء المجتمع المدني.. نحث السلطات السعودية علي الافراج عنهم فورا وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان!!! وللرد علي هذه التغريدة التي لها معان واهداف نقول : * أولا.. ان هؤلاء النشطاء الذين تتحدث عنهم كندا وشمرت ساعديها للدفاع عنهم اما انهم عملاء لها بدليل قولها "تشعر كندا بقلق بالغ" أو لدولة اكبر منها وسايقاها وتم تصدر كندا للصورة حتي لا تنكشف هذه الدولة الكبيرة ويكون لها دور مستقبلاً في الصلح .. ولأنهم عملاء فان الهدف هو زعزعة امن واستقرار المملكة ومن ثم فان القبض عليهم احبط المخطط ضد السعودية وكان يمكن ان يمتد الي دول خليجية اخري وهو ما أزعج الدولة "صاحبة المصلحة". * ثانيا.. رغم ان السعودية ليست ملزمة بتوضيح اية ملابسات أو حقائق لأن الأمر شأن داخلي بحت الا انها من منطلق الشفافية اشارت إلي ان هؤلاء النشطاء تم توقيفهم بقرار من النيابة العامة لاتهامهم بارتكاب جرائم تستوجب الايقاف وهو مايعني ببساطة انهم مخربون أو محرضون أو ما شابه.. نشطاء بنفس اسلوب وهدف عملاء امريكا والغرب عموما مع دول الربيع العبري في 25 يناير. * ثالثا.. ليس من حق اي دولة مهما كان حجمها واسمها ان تملي علي دولة اخري الافراج عن محبوسين و فورا!! ما هذا التدخل السافر والخروج عن السياق في التعامل بين الدول؟ * رابعا.. هذا التدخل وغير المبرر جعل الرياض تستشيط غضبا وتصدر بيانا موجعاً لكندا علي تدخلها السافر والمخالف لكل الأعراف الدولية وتجاوزها علي السلطة القضائية واخلالها بمبدأ السيادة ومحاولة فرض املاءات مرفوضة عليها مما يُعد هجوماً علي المملكة وقد تم استدعاء السفير السعودي بكندا للتشاور واعتبرت السفير الكندي في السعودية شخصاً غير مرغوب فيه وامهلته 24 ساعة للمغادرة وهو مايعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أو تجميدها علي اقل تقدير.. يؤيد ذلك ان المملكة جمدت ايضا التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين البلدين واوقفت التدريب والبعثات والزمالة الي كندا ونقلت المبتعثين لدول أخري. ما حدث مع السعودية لو لم يتخذ معه اجراء حاسم لأصبح قاعدة قابلة للتكرار مع أي دولة خاصة دول الخليج التي عليها العين الآن.. من هنا اكدت في مستهل المقال علي ان هذه الأزمة ليست شأنا سعوديا خالصاً بل هي قضية تهم وتخص كل عربي من الخليج الي المحيط خاصة ان الخليج أمن قومي مصري وإذا لم نقف ضد المؤامرات الغربية المتنوعة لضعنا جميعا.