"صناعة الدراما هتفضل في ورطة كبيرة لسنين جاية".. هذه الجملة قالها الكاتب الكبير مصطفي محرم يلخص بها رأيه في حال الدراما حالياً. أضاف منذ سنوات وحتي الآن نحن في أزمة كبيرة لأن هرم الصناعة عندنا مقلوب.. المنتج يتعاقد مع النجم أو النجمة وبعدها يبدأ البحث عن الموضوع الذي يليق عليه.. "يعني إيه اللي يقدر يعمله".. مع أن الطبيعي أن الكلمة "السيناريو أقصد" هي البداية.. وبعدها تدور المناقشات بين المؤلف والمخرج لاختيار فريق الممثلين المناسب والمنتج يحقق هذه الرؤية.. لكن ما يحدث أن المعلنين أفسدوا الدراما من سنوات ولسنوات قادمة أيضاً طالما ظلوا هم أصحاب الكلمة العليا في انتاج المسلسل. أشار إلي أن خروج لعبة الدراما "ماسبيرو" جعل القنوات الخاصة هي المتحكمة في الموضوعات يفرضونها أيضاً علي الجمهور.. وأنا رافض تماماً مقولة "الجمهور عايز كده" وأعتبرها تزييفاً للحقيقة.. لأن الجمهور مضطر للمفاضلة بين البضائع المعروضة أمامه وللأسف أغلبها رديء للغاية.. قتل وضرب وحرق وألفاظ نابية ضربت عقول الشباب واقحمت علينا قيماً ولغة تحاور رديئة لم تكن موجودة أصلاً في حياتنا. ويكمل محرم بالقول "أي ممثل مغمور يتعمل له مسلسل وياخد عليه كام مليون بقي نجم يختار الموضوع والمخرج والممثلين كمان.. دا نور الشريف بكل عبقريته معملش كده".. لم تعد قيمة العمل الفني مهمة الأهم أنه ترند علي السوشيال ميديا.. هكذا يتم الآن تقييم الأعمال الفنية. عن ابتعاد كبار الكتاب والمخرجين عن الساحة الآن : قال "ابتعاد اجباري لأننا نرفض كتابة موضوع علي مقاس الممثل أو الممثلة الفلانية ولأننا متمسكون بأصول الكتابة وعدم ضرب قيم المجتمع وتخريبه من الداخل.. الدراما هي المعادل الشعبي للعمل السياسي.. هي التي تعرض هموم الناس الحقيقية دون تشويه لما يحدث الآن.. الحل هو عودة ماسبيرو للانتاج حتي لو قطاع واحد كبداية لأن تليفزيون الدولة هدفه الحفاظ علي قيم المجتمع والارتقاء بالذوق وبعدها الربح".