تجربة شهرية يخوضها مجموعة من عشاق الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر من مختلف الأعمار من الجنسين للبحث عن وسيلة للعمل الجاد بعيداً عن الوظائف الحكومية وسعياً لتسويق منتجاتهم المتنوعة ما بين مفروشات وأخشاب واكسسوارات وجلود. التجربة الجديدة يتبناها المجتمع المدني بالثغر لتعليم ربات المنازل أو الرجال الحرف اليدوية ليستكملوا بعد ذلك المسيرة بالإضافة إلي البحث عن فرص لتسويق منتجاتهم علي المحال والتجار. تقول هبة عبدالعليم منظمة معرض "مبادرة صنع في مصر" إن المعرض في دورته ال 54 يتم بالشراكة بين مبادرة تدريب مصر ومبادرة "صنع في مصر" ويقام في يوم 10 من كل شهر ويضم 120 عارضاً يقدمون مختلف المعروضات من المفروشات والمنتجات اليدوية والأخشاب والاكسسوارات ويهدف إلي إيجاد سوق لأصحاب الصناعات الصغيرة وتسويقها. وجميع المنتجات المعروضة من إنتاج عارضيها وتجمع بين الجودة العالية ورخص الأسعار مقارنة بمثيلتها بالأسواق. وتقوم المبادرة بتسويق منتجات أصحاب المشروعات الصغيرة من مختلف المحافظات وأن هناك العديد من العارضين تتابعهم المبادرة ويحرصون علي المشاركة بالسوق الشهري بالإسكندرية لعرض منتجاتهم اليدوية بأجر رمزي قدره 30 جنيهاً لإدارة المعرض الذي يقام بمركز شباب سموحة. متطلبات الحياة * تضيف دعاء سعد الدين من منطقة العصافرة وإحدي العارضات: أنا خريجة كلية الزراعة ومتزوجة ولدي خمسة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة وتتراوح أعمارهم من 8 إلي 17 سنة وبسبب متطلبات الحياة قررت العمل لزيادة دخل الأسرة لكن المشكلة التي واجهتني هي أن العمل يتطلب غيابي عن المنزل لفترات طويلة وعدم متابعة أطفالي في الدراسة أو المنزل فبدأت أتعلم الخياطة من خلال مبادرة "تدريب مصر" منذ ثلاث سنوات ثم بدأت إنتاج المفروشات اليدوية وعرضها بالأسواق الشهرية التي تنظمها مبادرة "صنع في مصر" حيث أعرض المفروشات التي تبدأ أسعارها من 100 إلي 350 جنيهاً وأصبحت أدر دخلاً علي منزلي وأطفالي يساعدوني في عملي فمنهم من يقوم بالكي والتغليف وأحسب تكلفتي وإضافة هامش للربح لا يتعدي ال 20%. * تؤكد علية حسين "60 سنة" متزوجة ولديها سبعة أبناء وتسكن بمنطقة أبوقير وزوجها بالمعاش أنها تحترف إنتاج المفروشات والملابس والكروشيه. كما عملت بناتي وكنت من الأسر المنتجة ثم التحقت بمبادرة "صنع في مصر" لما توفره لنا من أسواق بأسعار زهيدة لمساعدتنا في بيع منتجاتنا وبدأت الحرفة معي كهواية ثم احترفتها لكسب دخل أستطيع من خلاله سد متطلبات منزلي. وأقوم بتصنيع جميع الملابس والمفروشات من الكروشيه سواء الفساتين أو مفارش السراسر والسفرة والتيشيرتات وتبدأ الأسعار من 10 جنيهات وحتي 1300 جنيه حسب الحجم. وجميع الخيوط تأتي من الخارج. * هبة محمد محمود من محرم بك أوضحت أنها متزوجة ولديها طفل وتعمل في صناعة وإنتاج مفروشات التريكو ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة وبداية الموسم الصيفي وعدم الإقبال علي شراء ملابس التريكو قررت تصنيع الزينة والدمي الرمضانية من الكرتون والمغطي بأقمشة الخيامية وبدأت صنع العديد من الزينات الرمضانية ومنها عربة الفول والكنافة وحمص الشام ومدفع رمضان. بالإضافة إلي الكوش الرمضانية والمفارش وتتراوح الأسعار بين 30 و100 جنيه وهي أسعار زهيدة مقارنة بمثيلتها بالأسواق. * تضيف ميساء مختار من منطقة ميامي متزوجة ولديها ولدان يدرسان بالمرحلة الجامعية قائلة: الحمد لله المعرض فتح لنا أبواب الرزق وأتاح لنا فرصة زيادة دخل الأسرة التي أستطيع من خلاله الإنفاق علي أسرتي وسد احتياجات أبنائي. مشيرة إلي أنها تقوم بعمل الكروشيه علي الفوط وأطقم السراير من الخامات المصرية ذات الجودة العالية وتتراوح الأسعار لدي من 35 جنيهاً إلي 75 وأنها تعمل بهذا المجال منذ أربع سنوات بعد أن تعلمت بواسطة مبادرة "تدريب مصر" وبدأت المشاركة بالمعارض الشهرية لتسويق منتجاتها. * راندا أبوشبانة من منطقة باكوس تشير إلي أنها تعمل في مجال صناعة الحلي والاكسسوارات المختلفة من السلاسل والانسيالات وفواصل المصاحف والمسابح وغيرها وأن عملها يعتمد علي شراء المعادن من السلاسل والخرز وتصنيعها. بالإضافة إلي تصنيع فوانيس الخرز وأنها تشتري المعادن بالوزن ويصل سعر الكيلو 120 جنيهاً بينما الخرز يتراوح سعر الكيلو منه من 15 إلي 150 جنيهاً حسب الشكل والحجم. وأن أكبر المشكلات التي تواجهها هي قلة التسويق ولا يوجد سوي المعرض الذي تنظمه مبادرة "صنع في مصر" مطالبة بضرورة تنظيم معارض دائمة لأصحاب الحرف اليدوية ويتم الإعلان عنه لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن خاصة أن السلع أسعارها زهيدة لكونها من الصناع إلي الزبون مباشرة ولا يوجد وسطاء. * تضيف هالة رجب من منطقة المطار أرملة ولديها أربعة أطفال قائلة: بعد وفاة زوجي قررت العمل والإنفاق علي أولادي فتعلمت الخياطة. وأقوم بتصنيع الستائر وأطقم السراير والمفارش والبياضات وأبيعها بأسعار زهيدة وبجودة عالية فيصل سعر الستارة إلي 200 جنيه والمفارش 150 جنيهاً وبالرغم من ذلك إلا اننا نعاني من قلة التسويق وفي حالة البيع للتجار يتم شراؤها بسعر التكلفة. * يقول محمود محمد "21 سنة" خريج الجامعة العمالية: لم أجد وظيفة مناسبة فقررت الالتحاق بمبادرة "تدريب مصر" لتعلم مهنة أو حرفة أستطيع منها الكسب فأنا أعمل في صناعة البوص منذ أكثر من ثلاث سنوات وأقوم بتصنيع العديد من المنتجات منها العياشة وحمالة الأطفال وباسكت القمامة وغيرها وتتراوح الأسعار بين 15 و60 جنيهاً للقطعة الواحدة التي تستغرق نحو 18 ساعة عملاً تقريباً. * تؤكد إسراء محمد من منطقة سيدي بشر أنها تعمل منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في تصنيع الجلود حيث تشتري الجلود بالقدم ويتراوح سعر القدم من 10 إلي 25 جنيهاً حسب نوع الجلد ودرجة تحمله ثم أقوم بصناعة العديد من المنتجات منها المحافظ الرجالي والحريمي وأحزمة الوسط وغيرها من الصناعات الجلدية. مشيرة إلي أنها تسعي حالياً لتدريب مجموعة من الأفراد علي هذه الصناعة لمساعدتي في العمل كوني أستغرق ساعات طويلة في إنهاء قطعة أو اثنتين يومياً.