أكد د. محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة. إن النهضة الحقيقية لابد أن تقوم علي تطوير العقل المصري الذي يحكمه التفكير العقلي القائم علي أشياء متعددة منها. التفكير السببي بمعني أن كل شيء له سبب من الطبيعة وليس من خارجها. أضاف "الخشت" خلال افتتاح فعاليات معسكر إعداد قادة المستقبل الذي تنظمه جامعة القاهرة لطلابها. تحت شعار "تطوير العقل المصري". أن العقل المصري يحتاج الدخول إلي عصر جديد للتفكير مبني علي العلم والأخذ بالأسباب واحترام قوانين الطبيعة. مشيرًا إلي أن الدول التي استخدمت الفكر واحترمت قوانين الطبيعة حققت التقدم مثل المانيا والصين وأمريكا واليابان وغيرهم. مضيفًا أن التقدم لا يأتي بالدعاء. بل يأتي بالعمل والفعل. قائلاً:"نحن مازلنا ندعو من مئات السنين بأن ينصرنا الله علي أعدائنا وهذا لن يحدث إلا بالأخذ بالأسباب. فالله لا يستجيب للدعاء بالكلام. بل يستجيب بالأفعال. كما حدث في انتصارات أكتوبر 1973 التي نتجت عن دراسة وتخطيط استراتيجي قوي". أكد "الخشت" علي حتمية أن تتحول طرق التفكير إلي احترام قوانين الطبيعة والأخذ بالتفكير الاستراتيجي والأخذ بالأسباب والابتعاد عن الطرق القديمة. قائلاً:" أري أن النهضة الحقيقية هي التي تحدث لتغيير طرق التفكير. فنحن بحاجة إلي تأسيس عقل مصري جديد". أوضح أن تغيير العقل المصري هو أساس النهضة الجديدة. مضيفاً أن النهضة الحقيقية هي نهضة العقل المصري وتطويره نحو التفكير العلمي والأخذ بالأسباب واحترام قوانين الطبيعة والأخذ بأخلاق التقدم.. مؤكداً إن مصر لن تتقدم بحكوماتها فقط. بل تتقدم بشعبها من خلال عقل جديد. شدد رئيس جامعة القاهرة علي ضرورة تخليص العقل المصري من عدد كبير من المعتقدات ومنها ثقافات التأمر والتبرير والنظرة الأحادية. قائلًا إن تطوير العقل المصري مسألة بالغة الأهمية.. كما أشار إلي أن الإنسانية تشترك في العقل الكلي. لكن لكل شعب طريقته الخاصة وطابعه الخاص في التفكير وعقله الجمعي المختلف. قائلا: "للأسف لا يزال يحكم مجتمعنا التفكير الأسطوري والخرافة حتي لو حصلنا الدرجات العلمية المرتفعة". طالب بضرورة تغيير طرق التفكير إلي الطرق الجديدة التي تغير حياة الناس من خلال الأخذ بالأسباب والتفكير العلمي. واجتثاث شجرة الخرافة والأسطورة من العقول. وقال د. محمد عثمان الخشت إن الهدف الحقيقي من المعسكر أن يقوم الطلاب بنقل كل الأفكار الإيجابية إلي زملائهم. فأساس النهضة الإنسان وأساس الانسان العقل الذي يقوده ويتحكم في سلوكياته وطريقة حياته وعمله. أضاف إننا أمام تغيرات كبيرة في الجامعة نراها علي أرض الواقع. ومع ذلك نتعرض لكثير من الأفكار الرجعية والشائعات. مؤكدًا علي ضروة استقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها الموثقة. مستشهدا بشائعة "فرض رسوم جنيه علي دخول الطلاب للجامعة". لافتًا إلي الأفكار الرجعية التي يعاني منها المجتمع. ومنها عدم التمييز بين المقدس والبشري. فالله هو الله وما خلاف الله فهو بشري.