شئ طبيعي جداً أن تشهد مصر حالياً حالة من الاستنفار الواضح من قبل التيار الذي يصف نفسه بالسلفي ربما بمناسبة الانتخابات البرلمانية القادمة وهذا حقهم ولكن الشئ غير الطبيعي بالمرة أن يستغل جماعة من " الوهابين " - أتباع محمد بن عبد الوهاب - داخل هذا التيار هذه الحالة التي افرزتها ثورة 25 يناير التي وقفوا ضدها بحجة عدم الخروج علي الحاكم - وذلك كفرً في رأيهم - للتشكيك والتفسيق والتضليل وربما ما هو أكثر في أكبر مؤسسة إسلامية في العالم وهي الأزهر الشريف وعلمائه الأكابر وعلي رأسهم شيخ الإسلام والإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب والعالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية حفظهم الله من كل شرً وسوء لمجرد أن المفتي رد علي أحد رموزهم المتطاولة علي كل من هو ليس وهابياً بإسلوب حضاري جداً وهو تحريك دعوي قضائية ضده متهماً إياه بسبه وقذفه علناً رغم أن المدعي عليه معروف بتطوله علي رموز الإسلام من غير أتباع المذهب الوهابي الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري في نجد وكأن الإسلام لم يعرف مذاهب غيره أو كأن الإسلام هو ما فهمه بن عبد الوهاب وأتباعه من أمثال أبو إسحاق الحويني وغيره وتلك مصيبة وكارثة ندعو الله أن يجنب مصر المحروسة ويلاتها خلال الفترة القادمة . والهجوم علي الأزهر الشريف وعلمائه الكبار ليس جديداً بالمرة علي أتباع هذا المذهب المتهم بالتجسيم لله تعالي وتشبيهه بخلقه سبحانه عما يقولون والتكفير والتفسيق والتضليل لكل خلق الله ما عدا أتباع بن عبد الوهاب الذين ينسبون أنفسهم للسلف الصالح رضي الله عنهم وارضاهم وذلك لأن الأزهر الشريف يمثل العقيدة الأشعرية اتباع إمام المسلمين وشيخ الإسلام أبي الحسن الأشعري -رضي الله عنه - التي يعتبرونها عقيدة زائغة لأنها تؤول النصوص الإسلامية التي قد توحي بأن الله جسم محدد محيز وله جهة أو مشابه لشئ من خلقه - حاشاه سبحانه - وهي عقيدة التنزيه التي يدين بها كافة المسلمين ما عدا الوهابيين منذ مئات السنين حتي الآن. وللحديث بقية