في الهند حيث يعيش أكبر تجمع للمسلمين في العالم يمارس المسلمون الصيام في شهر رمضان "أو روزا باللغة الأردية أو أبواس بلغة الهندي" بتواضع مع الله. ولا شك أن تعاليم الإسلام واحدة في كل الدول لكن هناك اختلافاً في الممارسات بسبب التاريخ الثقافي في المنطقة. وقد ترك التراث الفرعوني والفاطمي أثره علي احتفالات رمضان في مصر والهند من حيث ضخامتها وتنوعها وتاريخها الثقافي الطويل واختلاف أشكال احتفالات رمضان ففي ولاية جامو وكشمير يستخدم الناس شخصاً يسمي "سحر خوان" مهمته الأساسية التجول في الحي والقرع علي طبلة وقت السحور لدعوة المسلمين للاستيقاظ لتناول وجبة السحور. وغالباً ما يتم ذلك كأحد التقاليد التي تناقلتها الأسرة ولا يوجد مال محدد أو أجر مقابل هذا العمل. لكن يتطوع الناس بدفع أموال لهذا الشخص أو تعويضه بأنواع مختلفة من هدايا العيد. ويمثل مشروب "بابري تريش" أو "كان شاربيت" جزءاً لا يتجزأ من الإطار في الولاية وهو عبارة عن مشروب مصنوع من مزج بدور المريمية الإسبانية "Chia" مع اللبن والماء. وعندما ننتقل من شمال الهند إلي جنوبها نجد الناس تفضل أنواعاً من الطعام أثناء الإفطار مثل "جالبي" و"باكاودي". و"تشانا المحمرة".. إلخ. وكما هو الحال في مصر يحب الناس في الهند شراء الملابس الجديدة ويبدأون في الاستعداد للعيد قبل قدومه بفترة طويلة. وقد ارتبط شراء ملابس العيد الجديدة بسمات دينية وثقافية وهو ما يجعل رمضان شهر التسوق بالنسبة للأغنياء والفقراء علي حد سواء. وفضلاً عن ذلك. يعد رمضان أيضاً شهر الخير. حيث يتصدق الأغنياء خلاله بجزء من ثرواتهم للفقرا. فيما يعرف محلياً باسم "زكاة" وفي نهاية شهر رمضان. يقوم المسلمون في أنحاء الهند المختلفة بإعداد "كيمامي فيرميسللي". وهو من الأطباق الأساسية في احتفالات العيد في شبه الجزيرة الهندية. في الصباح الباكر يوم العيد. يذهب المسلمون في الهند لأداء صلاة العيد مرتدين ملابس "كورتا باجاما" "ويطلق علي صلاة العيد اسم "إيد ناماز".. يطلق علي الصلاة الإسلامية في الهند لفظ "ناماز" المشتقة من الكلمة السنسكريتية "ناما" وتعني السجود".. كما أن لاحتفالات العيد أصولاً راسخة في الثقافة الهندية وعندما يعود الناس من صلاة العيد. يهنئون بعضهم بعضاً بعبارة "عيد مبارك" ويحصل الأطفال علي "العيدية" من الكبار وينفقونها علي شراء الحلوي والألعاب. وفضلاً عن الشعائر الدينية. هناك جانب آخر لرمضان يتمثل في حفلات الإفطار التي تقام ويحضرها الناس علي مختلف مشاربهم الثقافية والدينية في البلاد. كما تقيم المؤسسات الحكومية حفلات الإطار علي مختلف المستويات. وفي ليلة العيد أيضاً تنظم مؤسسات عامة ومنظمات المجتمع المدني احتفاليات "عيد ميلان" وهي احتفاليات يقيمها عادة غير المسلمين للمسلمين. وخلال مهرجان الألوان "هولي" يقيم المسلمون احتفاليات "هولي ميلان" للهندوس.