* يسأل محمد حسن محمد مدرس أول لغة عربية بمدرسة يوسف السباعي الثانوية: ما حكم تكرار الحج مع ما فيه من الازدحام الشديد فهل في دعوة الناس إلي التصدق بأموالهم بالأموال التي يريدون بها تكرار الحج مخالفة شرعية أم أن تكرار الحج والعمرة أفضل؟ ** يجيب د.إيهاب سالم مطر إمام وخطيب مسجد منبر الإسلام إدارة الساحل وروض الفرج أولا ينبغي أن تعلم أن أفضل ما يتقرب به العبد إلي الله أداء الفرائض والإكثار من النوافل ففي ذلك مجلبة لحب الله للعبد ففي الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري أن ما يتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به.. إلخ الحديث وليعلم العبد أيضا أن الله لا يقبل النافلة حتي تؤدي الفريضة فلا تقبل الحجة الثانية بدون تأدية الزكاة أو إسقاط الديون المطلوبة. ثانيا: لا يقبل الله النافلة إذا كانت تؤدي إلي إيذاء الغير وخاصة إيذاء من يؤدون الفريضة فإذا كانت تأدية النافلة ستؤدي إلي الزحام الشديد المؤدي إلي الوفاة وانتشار الأمراض في بعض الأحيان كان الواجب تقليل الزحام والسبيل إلي ذلك منع الذين حجوا قبل ذلك مرات لإفساح المجال لغيرهم من الحجاج لأن درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة. وليعلم المسلم أيضا أن أبواب الخير كثيرة وعلي المسلم أن يتخير منها الأوفق والأليق ففي تصدقه بهذا المال وأجر آخر في إفساحه المجال لغيره من الحجاج والعمار ممن لم يؤدوا الفريضة وعلي المسلم أن يكون كيس فطن وأن ينفع أمته بأمواله خدمة حقيقية فثغور الإسلام كثيرة والأولي بالمسلمين أن يوجهوا أموالهم لسد هذه الثغور وإكمال النقص وتقوية المجتمع فأبواب البر والخير كبيرة وخير الناس أنفعهم للناس كما قال صلي الله عليه وسلم. * يسأل إبراهيم الملواني مدير شركة المتحدة للتسويق العقاري بالإسكندرية: هل السنن عند زيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم أن يستقبل الإنسان القبلة ويدعو الله بما شاء أو يستقبل القبر ويجعل ظهره إلي القبلة ويدعو؟ ** يجيب فضيلة الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف: روي القاضي عياض في كتاب الشفاء عن ابن حميد أحد رواة مالك رضي الله عنه أن أبا جعفر المنصور ناظر مالكا في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالي أدب قوما فقال: "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالك وأنتم لا تشعرون" ومدح قوما فقال "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة وأجر عظيم" وذم قوما فقال: "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" وأن حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبوجعفر وقال: يا أبا عبدالله استقبل القبلة وأدعو بعد الزيارة أم استقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال مالك: ولم تصرف وجهك عنه؟ فهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلي الله يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك. قال تعالي: "ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما". وقال الشهاب الحفاجي في شرحه ومذهب مالك وأحمد والشافعي استحباب استقبال القبر الشريف في السلام والدعاء وهو مسطر في كتبهم وصرح به النووي في أذكاره وإيضاحه ونقله السبكي عن الشافعية فقال: يستحب أن يأتي القبر الشريف ويستقبله ويستدبر القبلة بعيدا من رأس القبر بنحو أربعة أذرع ويسلم عليه صلي الله عليه وسلم ثم يتأخر ويسلم علي أبي بكر ثم يسلم علي عمر ثم يرجع لموقفه الأول مستقبلا القبر ويدعو بما أراده ومثله عند الحنفية كما نقله الكمال في فتح القدير وذهب الليث وشيخ الإسلام ابن تيمية إلي أنه يستقبل في الدعاء القبلة.