إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران أصاب العالم بحمي غير مسبوقة وبدأت التصريحات الهوجاء من بعض رؤساء الدول تخرج يسارًا ويمينًا بدون هوادة وبدون حساب للعواقب التي قد تنتهي إليها تلك الأزمة. ردود الأفعال غالبًا ما تتسم مع المصالح القومية والوطنية فالترهيب العربي له مغزاه السياسي والأمني الواضح حيث دأبت إيران خلال الفترة الماضية علي إشعال الحرائق داخل البلدان العربية ولن ينسي العرب احتلالها لجزر إماراتية علاوة علي دعمها الواضح للإرهاب سواء في اليمن أو العراق أو حتي تورطها في بعض بلدان أفريقيا عن طريق زرعها في الوطن العربي وهو حزب الله اللبناني. ولعل إصرارها علي دعم الحوثيين واستهدافها للأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لدليل واضح علي أنها لا تبغي للعرب الخير طمعًا في تحقيق امبراطوريتها الفارسية المزعومة بالسيطرة علي البلدان العربية وتشييعها. إسرائيل هي الأخري وصلت علي الخط باعتبارها المستفيد الأكبر من تحجيم القدرات الإيرانية بل وتخشي إسرائيل أن تتهور طهران بضربة خاطفة فأعلنت تل أبيب استعدادها لمواجهة أي عمليات عسكرية محتملة وحالة الطواريء العامة بالبلاد وربما تشهد الأيام القليلة القادمة اندفاعًا نحو صراعات عسكرية ضارية خاصة في ظل التهديدات الإيرانيةلأمريكا. الغريب في الأزمة هو موقف الرئيس الديمقراطي السابق وصاحب الاتفاق مع إيران أوباما الذي اعتبر أن إلغاء الاتفاق يعد خطأ كبيرًا ترتكبه الإدارة الأمريكية ونسي أوباما نفسه أن يذكر أن دعمه ورعايته للإرهاب القطري الإيراني كان سببا رئيسيا في دخول منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلي فوهة بركان لولا إرادة وعزيمة الشعب المصري وإصرار قواته المسلحة علي حماية الشعب من جرائم تقسيم الوطن العربي بدءًا بمصر حسب ما هو مرسوم ومخطط له منذ مشروع كولن باول الشهير المعروف بالشرق أوسط الكبير والذي تم تأسيسه علي أفكار تفتيت وتقسيم الدول العربية إلي دويلات صغيرة لا تستطيع الصمود أمام دولة إسرائيل العنصرية المحتلة. خلاصة القول.. العالم علي شفا حفرة من الهلاك إما أن يتحكم العقل ونخرج من تلك الأزمة أقوياء سالمين أو فإن المنطقة ستشهد حربًا عالمية جديدة.. فروسيا تقف بجوار إيران في خلافها مع أمريكا وإسرائيل علي الطرف الآخر وبعض البلدان العربية تقف علي نفس الجانب.. نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأوطاننا العربية من شر أراه قادمًا ومن مستقبل قد يكون أشد خطرًا علي الأجيال القادمة.