نعيش هذه الايام ذكري عزيزة لا تنسي في تاريخ مصر والمصريين. ذكري يوم أن رفعنا أعلام وطننا وسيادتنا وإرادتنا علي كامل أرض سيناء الحبيبة في 25 أبريل عام 1982 بعد أن دنستها أقدام العدو الغاصب حوالي 15 عاما. وكان تحرير سيناء هو ثمرة النصر العظيم المبين الذي حققه خير أجناد الأرض في عام 1973. كان العدو يتباهي بجيشه الذي لا يقهر. وبطائراته المقاتلة علي أحدث طراز التي تأتيه من أمريكا بلا مقابل. وبصواريخه وبوارجه ودباباته. وبخط بارليف الذي أقامه علي الشاطئ الشرقي للقناة ليمنع المصريين من مجرد التفكير في عبور القناة. لكن رجال قواتنا المسلحة البواسل فكروا ودبروا واستعانوا بالله. فعبروا وانتصروا وأذهلوا العالم كله ببطولاتهم. وكتبوا لنا تاريخا جديدا مجيدا بدمائهم الطاهرة. لقد حاول العدو الصهيوني وحلفاؤه الأمريكان أن يتلاعبوا في الانسحاب من سيناء. بالتهوين تارة من أمرها وادعاء أنها مجرد صحراء قاحلة. وتارة أخري بمساومة بعض القبائل هناك كي تنسلخ من رباطها الوطني والقومي المقدس. لكنه واجه صخرة صلبة من الاصرار الكامل علي رفض هذه الألاعيب الصبيانية. ورفض التفريط في حبة رمل واحدة من سيناء. ولا تنازل عن شبر واحد من أرضها المباركة. فعندما يتعلق الأمر بالأرض العرض والوطن فلا جدال ولا نقاش ولا مساومة. تلك عقيدة المصريين جميعا علي مر الزمان إلا من خان وباع نفسه للشيطان. وهكذا عادت سيناء إلي حضن الوطن الأم. عادت لتكتمل خريطة مصر من جديد. عادت بالدم وبالسلاح والإصرار. ولذلك عندما يفكر بعض الإرهابيين والمهووسين اليوم في اقتطاع سيناء مرة أخري من جسد مصر ليقيموا عليها إمارتهم المزعومة فيقينا لن يواجهوا إلا بالدم والسلاح والإصرار الوطني الشامل علي اجتثاث شأفتهم لتطهير الأرض المباركة من دنسهم. لا مساومة علي سيناء. ولا علي شبر منها أو حبة رمل. حدث ذلك بالأمس ويحدث اليوم وسيحدث غدا في مواجهة أي محاولة خسيسة للمساس بأمنها واستقرارها ووحدة ترابها وهويتها المصرية الخالصة. وما لم تستطعه إسرائيل وأمريكا بالأمس لن تستطيعاه اليوم بدعوي صفقة القرن. ولن تستطيعه جماعات الإرهاب ومن يدعمها بالمال والسلاح. إن جيشنا البطل سيحقق نصرا مؤزرا علي عصابات الإرهاب في سيناء كما عودنا. وسيطهر الأرض المباركة بالكامل من دنسهم. وستخرج مصر من المعركة قوية مرفوعة الرأس. ستتألم نعم. سيستشهد بعض من خيرة أبنائها البواسل نعم. لكن المعركة محسومة إن شاء الله لصالح الوطن وأبنائه المخلصين. سيناء أرض البطولة والفداء. كانت طوال تاريخها مقبرة للغزاة الطامعين. واليوم صارت مقبرة للإرهابيين الجبناء. وغدا إن شاء الله سيكون لها مستقبل مشرق. وسيعيش أهلها في سلام وأمان بعد تطهيرها من هذا الوباء الخبيث. ويحدونا الأمل أن تدخل سيناء مرحلة التعمير بعد التطهير مباشرة. ونبدأ من الآن التفكير والتجهيز لنجعل من تعميرها مشروعنا القومي الحضاري الكبير. الذي يضمن لسيناء أمنها واستقرارها ورخاءها. ويقطع الطريق علي الطامعين والمتآمرين الذين يريدون فصلها عن جسد الوطن.