مايحدث في سوريا ليس مجرد صراع بين القوي الكبري علي غاز البحر المتوسط بل هو أبعد من ذلك بكثير.. إنه مخطط قديم جديد ومستمر بدأت فصوله منذ الغزو العراقي للكويت عندما تم السماح للقوي الدولية بحجة تحرير الكويت أن تعربد بطائراتها في سماء المنطقة العربية وتطلق صواريخها.. تلك كانت البداية للتدخل الدولي في المنطقة العربية من أجل إضعاف قدراتها وتفتيتها.. تذكروا أيها العرب هذا التاريخ جيدا.. غزو العراق للكويت في 2 أغسطس العام 1990 كان هو الفخ الذي نصبته أمريكا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ليقاتل العربي أخاه العربي ويكون مبررا للتدخل الدولي لحسم المعركة !. عقب تحرير الكويت يوم 26 فبراير 1991 بعد احتلال دام سبعة أشهر تبين لأمريكا وحلفائها وأتباعها أن العراق رغم الهزيمة لايزال يحتفظ بقدرته العسكرية وانه لاسبيل أمامهم سوي فرض عقوبات دولية عليه من حظر للطيران وحظر صادرات السلاح وقطع غيار الطائرات وتطبيق برنامج أطلقوا عليه برنامج النفط مقابل الغذاء.. كل ذلك بحجة أن العراق لايزال يشكل تهديدا لجيرانه.. وعندما أنهكت العقوبات العراق وجيش العراق وشعب العراق اطلقت أمريكا أكذوبة امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل لتكون مبررا لغزو العراق واحتلاله وهو ماحدث بالفعل يوم 20 مارس 2003 لتفقد المنطقة العربية أحد أضلاع مثلث قوتها لبيقي مثلث القوة العربي ممثلا فقط في الضلعين المصري والسوري !. من المعروف أن قوة العرب العسكرية تكمن في أقوي ثلاثة جيوش عربية هي علي التوالي الجيش المصري يليه الجيش العراقي ثم الجيش السوري.. فكان أول قرارات أمريكا عقب احتلالها العراق تسريح الجيش العراقي.. وعندما اصبح العراق لاحول له ولاقوة تم تشكيل جيش عراقي جديد حسب المواصفات الامريكية مهمته الاساسية حماية المنشآت الحيوية داخل الأراضي العراقية ومطاردة الجماعات المسلحة لا أكثر من ذلك!. ومع بدايات العام 2011 انطلقت في المنطقة العربية كالنار في الهشيم ما أطلقوا عليه ثورات الربيع العربي وكانت مصر هي الجائزة الكبري حسب تعبير الامريكان أنفسهم فإذا سقطت مصر سقطت معها المنطقة العربية بأكملها ليعاد تقسيمها وتشكيلها طبقا لمصالحهم واهدافهم التي خططوا لها منذ زمن بعيد وتحديدا عقب انتصارات السادس من أكتوبر العام 1973 وكانت العين الأولي هذه المرة علي الجيش المصري.. أقوي الجيوش العربية والعاشر عالميا حسب آخر تصنيف دولي.. والعين الثانية علي الجيش السوري آخر أضلاع مثلث القوة العربية. حاولوا إرباك الجيش المصري وإجهاده سواء عن طريق حماية الأمن الداخلي أو عن طريق العمليات الارهابية التي اتسع نطاقها بشكل غير مسبوق بغرض انهاكه.. إلا أن جيش مصر العظيم فطن للمخطط التآمري فازداد قوة وعزيمة وإرادة بينما الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. أما الجيش السوري فدخل في معارك داخلية مع التنظيمات المسلحة التي انتشرت داخل الاراضي السورية حتي صار لسوريا أكثر من جيش وأكثر من تنظيم مسلح!. فجر أمس السبت شهدت سوريا عدوانا ثلاثيا جديدا مكونا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا تحت ذريعة أن الجيش السوري يستخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين فكان لابد من التدخل الدولي لتدمير قدرات سوريا ليكون مصيرها مصير العراق.. ما أشبه الليلة بالبارحة.. دمروا العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل والدور الآن علي سوريا المفترية التي تمتلك أسلحة كيميائية !!.