حياة غريبة يعيشها سكان عزبة البرنس القبلية التابعة لحي المنتزه ثان فبالرغم من زيادة عدد سكانها لأكثر من 50 ألف نسمة إلا أن العزبة تفتقد للعديد من الخدمات الرئيسية حيث إنها بالكامل لا يوجد بها عدادات للكهرباء. كما أنها تعاني من مشكلات في الصرف الصحي والطرق غير الممهدة وانعدام اضاءة الشوارع ليلاً بالإضافة إلي توقف مشروع الصرف المغطي بالقرية وتهالك مبني الوحدة الصحية رغم حداثته لكونه يعاني من عيوب هندسية وأخطاء جسيمة في التنفيذ أدت إلي غلق أحد المباني الخاصة به. قامت "المساء" بزيارة العزبة لرصد معاناة الأهالي من نقص الخدمات وفي البداية يقول شعبان خطاب أحد سكان العزبة إن العزبة نشأت في عهد الرئيس جمال عبدالناصر بتوزيع ثلاثة أفدنة ومنزل علي شباب المزارعين وقتها ومنذ ذلك الفترة والعزبة لم تشهد أي تطور لها سواء بالخدمات أو زيادة شبكات الكهرباء والصرف بها إلا أن تهالك شبكات الكهرباء أدي إلي قيام شركة الكهرباء بسحب العدادات من المنازل والمحال التجارية واخلاء مسئولية الشركة من حدوث أي كوارث بالمنطقة مما يجعل انقطاع التيار الكهربي بالعزبة دائماً ويستمر لأكثر من 6 ساعات في كل مرة. ويضيف إيهاب إبراهيم أنه عقب ثورة يناير شهدت العزبة مشروع تطوير وحيد وهو تغطية الصرف لترعة نشأت التي تغذي الأراضي الزراعية التي توجد حول العزبة ولكن المشروع لم يستكمل بسبب أزمة بين المقاول المنفذ ومديرية الري ولم تتم تغطية أكثر من 500 متر فقط من اجمالي طول الترعة التي تزيد علي خمسة كيلو مترات تقريباً. لافتاً بأن العزبة يحيطها أكثر من 60 فداناً من الزراعة تنتج جميع المحاصيل من الجوافة والبرسيم والموالح وغيرها من الزراعات إلا أن الترعة دون تغطية تجعلها تحتوي علي الأوبئة سواء الحيوانات النافقة والقمامة والفئران والثعابين وكان مشروع تغطية الصرف للحفاظ علي الترعة والمياه وحمايتها من التلوث. ويشكو محمد عبدالباسط محمد ضعف التيار الكهربي بالعزبة التي تؤثر علي الأجهزة الكهربائية مشيراً إلي أن قوة الكهرباء بالعزبة لم تزيد علي 140 فولت فقط في الوقت الذي من المفترض أن تصل إلي 240 فولت مما يؤثر علي الأجهزة الكهربائية بالمنازل ويعرضها للتلف. كما أن هناك أكثر من نصف المنازل والمباني بالعزبة لم تصل إليها الكهرباء مما يضطر إلي توصيل التيار الكهربي إلي المساكن بالسرقة من أعمدة الانارة وذلك لرفض شركة الكهرباء دخول الكهرباء للمنازل بشكل قانوني فضلاً عن انعدام الرصف بجميع شوارع العزبة مما يجعلها تتحول إلي تلال من الطين في حال غرقها في مياه المجاري أو خلال أيام النوات والأمطار. ويقول طه محمد إبراهيم هيكل إن العزبة تعاني من أزمة كبري في شبكات الصرف الصحي فهناك الشبكات القديمة التي تم انشاؤها منذ الخمسينيات وهي متهالكة ودائمة الأعطال والطفح وغرق شوارع العزبة لكونها ضيقة ولا تستطيع تحمل الكثافة السكانية المتواجدة حالياً بالعزبة. كما أن هناك المباني الحديثة التي تم بناؤها مؤخراً لم تصل إليها خدمة الصرف الصحي فيقول أصحاب المنازل القريبة من مطابق الصف بالتوصيل إلي شبكة علي نفقتهم الخاصة مما يحمل الشبكة أكبر مما تتحمل بدون تطويرها. ويقول سيد فتحي عاصم إن الوحدة الصحية الوحيدة بالعزبة تغلق أبوابها في الثانية ظهراً من كل يوم وتبدأ عملها من الثامنة صباحاً ولا يوجد بها أي امكانيات تذكر بالرغم من مساحتها الكبيرة حيث إنها تقام علي مساحة أكبر من فدان ونصف الفدان حيث إنها تقوم بتحويل المصابين والمرضي المترددين إليها إلي مستشفي صدر المعمورة أو أبو قير العام التي يبعد عن القرية أكثر من 10 كيلو مترات. مشيراً إلي أن أهالي العزبة طالبوا منذ سنوات عديدة بتحويلها إلي مستشفي مجهز بدلاً من وحدة صحية ولكن لا حياة لمن تنادي. بينما تؤكد الدكتورة إيفون نسيم بولس مدير الوحدة الصحية بالعزبة أن الوحدة تشكل أربع عيادات طب أسرة تعمل جميعها علي فترتين الأولي من الثامنة وحتي الثانية ظهراً والثانية من 12 ظهراً وحتي السادسة مساءً. كما أن بالوحدة مكتب صحة لتسجيل المواليد والوفيات وقسماً لاستقبال حالات الطوارئ ولدينا العديد من الانجازات سواء من خلال علاج فيروس "سي" أو صرف أدوية الأمراض المزمنة من السكر والضغط ويتردد علي الوحدة شهرياً ما يقرب من 9 آلاف مريض للكشف والحصول علي العلاج وذلك بثلاثة جنيهات نظير الكشف وتحمل ثلث سعر العلاج الذي يقوم بصرفه الطبيب. كما أن الوحدة مزودة بأطباء وتمريض ولم نعان بالعجز حيث إن الوحدة بها أربع عيادات وهي تنظيم الأسرة والألبان وعيادة التغذية المتخصصة وطب أسرة عام فضلاً عن عيادات متخصصة ومنها طب الأسنان وحجرة تعقيم مركز وأجهزة السونار ولكن أهل العزبة تسعي لتحويل الوحدة إلي مستشفي يعمل لمدة 24 ساعة لتلقي مرضاهم بأي وقت.