نشأ "ميمي" وسط أسرة ثرية.. عاش طفولته في رعاية فائقة باعتباره الابن الوحيد للأسرة.. ونال حظاً وافراً من التدليل والاهتمام الزائد.. طلباته أوامر يجب أن تلبي فوراً.. ملابس فاخرة.. هدايا ثمينة.. خادمة ترعي طلباته.. واهتمام كل من حوله به. مرت به الأيام.. وتعدي مرحلة الطفولة وحلاوتها.. ومع بداية دخوله مرحلة الصبا ودخوله المدرسة استمرت الاسرة في تدليله وتوفير كل احتياجاته وتلبية طلباته.. وفرت له الجو الملائم للنجاح والتفوق الذي لم يستمر طويلا.. حيث بدأ الفشل يعرف طريقه إلي حياة "ميمي" مع بداية دراسته في المرحلة الثانوية.. وكان التعثر سمة سنوات التعليم. عرفت الأسرة أنها تجني ثمرات التدليل الزائد والدلع المفرط للابن الذي كانت تحلم به في مكانة مرموقة ووضعاً مميزاً لكنه خيب أمالها.. وكان كل همه اللهو والمرح مع الاصدقاء وقائمة طلبات لا تنتهي.. كان اخرها رغبته في شراء سيارة خاصة له. بدأت أسرته تلتفت إلي تصرفاته وتحجيم تحركاته لينتبه إلي دراسته وبناء مستقبله.. لكنه لم يتحمل المعاملة الجديدة.. فقد كان "دلوعة" الاسرة ومحط اهتمامه دائماً.. وعندما قلت الأموال في يديه راح يبحث عنها بعيداً عن اسرته وقاده الحظ السيء إلي طريق الشيطان عندما أغراه أحد الأصدقاء إلي العمل معه في تجارة المخدرات. بدأ "ميمي" رحلته علي طريق الاجرام وقام بعده جولات تمكن خلالها في عقد العديد من الصفقات وتحقيق مكاسب كبيرة من الاتجار في مخدر "البانجو" الذي تخصص في ترويجه.. اغنته عن طلب أموال من أسرته ووفرت احتياجاته ومصاريف حياته الخاصة وسهراته مع شلة الانس التي تعرف عليها خلال جولاته في عالم الاجرام. أصبحت له شهرة واسعة في سوق المزاج.. وصلت إلي رجال المباحث الذين القوا القبض عليه متلبساً بحيازة "البانجو" واعترف بالاتجار فيها ليتم الزج به خلف القضبان رغم المحاولات المستميتة التي بذلتها اسرته لاخراجه من القضية بتوكيل اكبر واشهر المحامين للدفاع عنه. كانت صدمة للاسرة التي نفضت يدها عن تصرفاته بعد أن تأكدت من سوء سلوكه وانحرافه إلي عالم الاجرام واصراره علي السير علي طريق الشيطان.. حتي انها رفضته بعد الافراج عنه.. ليعود إلي شلة الانس مرة أخري ويعود لتجارته المشبوهة مرة أخري.. لكنه لم يقنع بمكاسب تجارة "البانجو" وقرر أن يدخل عالم الكبار ويتخصص في تجارة "الهيروين" مخدر الصفوة. أسرع إلي أحد كبار التجار وعقد معه صفقة العمر.. وحصل علي كمية من مخدر "الهيروين" بالاضافة إلي كمية كبيرة من نبات "البانجو" المخدر لارضاء زبائنه وعملائه.. وقاد سيارته الشروكي عائداً إلي وكر المخدرات الذي اتخذه مخزناً لبضاعته ومقراً لاستقبال عملائه.. وراودته أحلام الثراء ومكانته الجديدة بين كبار التجار ومركزه في سوق المزاج.. لكنه افاق علي رجال مباحث مكافحة المخدرات الذين وصلتهم معلومات عن عودته لتجارة المزاج.. فأعدوا له كميناً علي طريق بلبيس الزقازيق ليتم القبض عليه. تحرر محضر بالواقعة وبالعرض علي النيابة امر حاتم نصار وكيل نيابة الزقازيق بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وتحريز المضبوطات.. تمهيداً لتقديمه لمحاكمة عاجلة تعيده إلي زنزانته مرة أخري.