في شتاء القاهرة بأحد الأحياء الشعبية الذي يتحلي أبناؤه بالقيم النبيلة والسلوكيات الراقية والاحترام المتبادل حول قامات كبيرة ليست في السن ولكن في الفكر الايجابي البناء. في هذه الأجواء الجميلة انبعث شعاع جميل من داخل رحم أم حانية وهو الطفل نافع صابر. نشأ نافع في هذا الجو الذي يحمل أجمل معاني النبل والصدق والاحترام والرقي فأصبح هو أجمل معني للرقي والتحضر. يحمل في أعماقه الكثير من الأحلام ولكن حلمه الأكبر أن يصبح وزيراً للثقافة كي يرتقي بمجتمعه أكثر ويرقي بالسلوكيات إلي أفضل ما تكون. اجتهد نافع في دراسته والتزم بواجباته واحترام مُدرسيه وتحلي بحسن الخلق مع زملائه فكان النجاح الفائق حليفه فاستمرت نجاحات نافع حتي تخرج في كلية الأداب قسم تاريخ. وعلي الرغم من أنه من أوائل الدفعة إلا أنه لم يعين معيداً وتم تعيينه في وظيفة حكومية روتينية ولم يكن لديه خيار آخر فقبلها لكن طموحاته لم تتحقق فسعي حتي يقترب من تحقيق أحلامه فتارة يتقدم لوظائف الجامعات ولا يقبل بها لأنه شاب بسيط وعائلته من عامة الشعب وتارة يتقدم لمنصب إداري كبير أملاً في الوصول إلي الهدف المرجو وأيضاً لم يوفق لا لأنه غير كفء ولكن لأن هناك شخصاً آخر موجه توجيهاً مباشراً لتولي هذا المنصب. شعر نافع أن العوائق التي تعرض لها سوف تجعله يتحول من شخصية تتميز بالإبداع والابتكار والتجديد لخدمة الوطن إلي شخصية روتينية تنفذ أوامر الرؤساء فقط دون تفكير أو حوار أو ابتكار لذا أصاب نافعاً شيء من اليأس ثم فكر في الهجرة إلي بلد آخر تقدر الإبداع والتطوير ففشل أيضاً في الهجرة خارج الوطن لكن في ظل هذا الصراع الداخلي الرهيب مع ذاته ظهر وميض أمل ليبعث إليه التفاؤل ألا وهي فتاة جميلة الخلق والخلقة نشأت بينهم عاطفة جياشة ورومانسية رائعة. قامت بدفعه للبحث داخل ذاته عن الطاقات الكامنة غير المستغلة. فكان الحب سبباً في اكتشاف مهارات جديدة لدي نافع وهي مهارات الكتابة القصصية فاتجه نحو التعبير عن آرائه ورغباته وطموحاته ورغبته في الدفاع عن القيم النبيلة والمثل العليا التي بدت تتلاشي وتندثر وأشار إلي ان الأرض الطيبة هي مصدر التعاون والترابط واكتساب السلوكيات الطيبة فكان الإنسان المصري القديم يتميز بالتعاون والترابط والأصالة بسبب الأرض.. الأرض الزراعية التي كانت هي مصدر الحب والإخاء والتعاون والألفة بين الجميع أما الآن فقد ضاعت الأرض الزراعية فضاع الإنسان الحديث سلوكياً وأخلاقياً واجتماعياً. فهو بعد عجزه عن إصلاح المجتمع من خلال المنصب الرسمي الذي كان يطمح إليه - تولدت لديه القدرة علي الإصلاح من خلال كتاباته وإبداعاته القصصية الهادفة. * هل تري ان الشاب نافع يستطيع ان يتعايش مع المجتمع الحديث الذي تتناقض فيه كل القيم والتقاليد مع كل ما تربي عليه. وهل يسمح له الواقع بتحقيق أحلامه وطموحاته للنهوض بوطنه؟!!! * هل يستطيع تغير السلبيات السلوكية للمجتمع بمفرده؟!!!