شهدت مدينة أبوسمبل السياحية جنوبأسوان رواجا سياحيا كبيرا بمناسبة الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني بمعبده الكبير بحضور أكثر من 3 آلاف من السائحين الاجانب والمصريين. وبلغت نسبة الاشغال في فنادق أبو سمبل ليلة التعامد إلي أكثر من 80%. توافد السائحون علي معبد أبو سمبل قبل حدوث ظاهرة الشمس بساعات قادمين عبر الطريق البري أسوان أبوسمبل وعبر رحلات الطيران والبواخر السياحية التي تعمل في بحيرة ناصر بين أسوان وأبو سمبل لتسجل بذلك مدينة أبو سمبل أكبر نسبة اشغال سياحي لم تحدث منذ بضعة سنوات. يقول فتحي الطاهر رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة أبو سمبل سابقا أن الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس يطلق عليه ابناء أبو سمبل اسم "عيد الشمس" ويشهده عدد كبير من السائحين الاجانب من مختلف دول العالم لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة..موضحا أن فنادق مدينة أبو سمبل تكاد تكون كاملة العدد بالسائحين الاجانب أثناء الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بينما تمتلئ منازل المدينة بالضيوف والزوار المصريين الذين يحرصون علي زيارة الأهل والاصدقاء في هذه المناسبة الجميلة التي يتبادل فيها الجميع التهنئة بعيد الشمس. أشار إلي أن الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل كانت فكرة نابعة من الشباب النوبي في أبوسمبل من أجل جذب السائحين اليها وتم تنظيم أول مهرجان لتعامد الشمس في فبراير من عام 1986 وسط حضور شعبي كبير من أهالي المدينة وابناء النوبة واستمرت هذه الاحتفالات مرتين سنويا ونجحت في اكتساب مدينة أبوسمبل لشهرة عالمية من جراء هذه الفكرة الرائعة التي يتم الاحتفال بها مرتين سنويا في يومي 22 فبراير وأكتوبر. أكد اللواء مجدي حجازي علي أن المشاركة الواسعة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس تؤكد علي حالة الأمن والأمان والاستقرار بالوطن في مختلف محافظات الجمهورية وهو الذي تمثل اليوم في أقصي جنوب مصر بمدينة أبوسمبل من خلال توافد السائحين والمصريين لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة والتي تدفق عليها السائحون والزائرون من خلال وسائل النقل البرية والنهرية والجوية باعداد كبيرة. أوضح أنه تم تسهيل مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس علي الحاضرين من السائحين والمواطنين من خلال نقل هذا الحدث العالمي الفريد علي شاشات تم وضعها امام المعبد لإتاحة الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بلحظة التعامد بعيدا عن التزاحم والتأكيد كما انه تم اتخاذ العديد من اجراءات التنظيم والتأمين لتحقيق السيولة في دخول وخروج المعبد بالإضافة إلي تكثيف التواجد الأمني داخل صحن المعبد وقدس الاقداس وهو الذي لاقي ارتياحا من الافواج السياحية والزائريين المصريين. أوضح الدكتور خالد العناني وزير الاثار بأن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرنا من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريين خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل علي ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان. أضاف أن هذه الآثار كانت شاهدة علي الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم. وأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام احداهما في 22 أكتوبر احتفالا بموسم الفيضان والزراعة والأخري في 22 فبراير احتفالا ببدء موسم الحصاد حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس علي تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة "أمون ورع حور وبيتاح" وتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60مترا داخل قدس الأقداس. كما ان تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين.