كنت أود تخصيص هذا المقال عن المهمة الوطنية المقدسة التي يضطلع بها أبطالنا من القوات المسلحة والشرطة في سيناء الحبيبة ضد فلول الإرهاب وقوي الظلام وأعداء الإنسانية. حيث يقوم ابناء مصر البواسل بتطهير تراب الوطن مما لحق به من دنس هذه الفئة الضالة الباغية. التي لا ترعي ضميرا ولا ذمة ولا يهمها سوي تنفيذ مخططات الاعداء. سعيا وراء أوهام مكذوبة وأماني مضللة. لكن الاستقالة المفاجئة لرئيس وزراء إثيوبيا. هايلي ماريام ديسالين. وما يمكن أ يترتب عليها من تداعيات قد تمس قضية مياه النيل وسد النهضة. دعتني لإرجاء الحديث عن البطولات الخارقة لأبنائنا في سيناء وتناول قضية هذه الاستقالة وتداعياتها. التي نتمني أن تكون إيجابية لصالح دول حوض النيل كلها وليس لمصر وإثيوبيا فقط. والحقيقة أن ما يجري في إثيوبيا يجب أن يظل دوما نصب أعيننا. باعتبار أننا نتأثر به إيجابا وسلبا. فحياتنا كلها تتوقف علي مياه النيل التي تأتينا من هضبة الحبشة وكلنا ندرك هذه الحقيقة فلولا النيل لما كان هناك شيء اسمه مصر. بوضعها ومكانتها الحالية. وإذا كانت استقالة ديسالين قضية داخلية تخص إثيوبيا. ومهما كانت أسبابها ومبرراتها. فلا شك في أن هذه الاستقالة سيترتب عليها تولي رئيس وزراء جديد السلطة خلفا له. وحتي كتابة هذه السطور. لا يعرف أحد من هو رئيس الوزراء الإثيوبي القادم ولا ما هي توجهاته وأفكاره كما لا يعرف أحد ما هو موقفه من مفاوضات سد النهضة. ومصر. كدولة. يهمها استقرار إثيوبيا سياسيا واقتصاديا وتدرك أن أية اضطرابات في البلد الشقيق لا تصب في صالح أحد فمثل هذه الاضطرابات تجعل المسئولية تائهة. ولا تساعد عل الوصول إلي طرف يمكنك الوثوق فيه والاعتماد عليه أو التفاوض معه. من هنا. فإن استقالة ديسالين ستلقي بظلالها. ولو لفترة معينة. علي "التفاهمات" التي تمت بين مصر والسودان وإثيوبيا فيما يتعلق بإقامة وتشغيل سد النهضة وملء الخزان المائي الضخم الذي سيتم توليد الطاقة الكهربائية منه. وإذا كانت بعض التقارير تشير إلي اكتمال 62% من حجم العمل بالسد في يناير الماضي. فمعني ذلك أن الوقت يجري بسرعة ولابد من تحرك عاجل لاحتواء الموقف ومعرفة نوايا خليفة ديسالين إزاء السد والمدة التي يتم خلالها ملء الخزان المائي. والمعروف أن قضية سد النهضة تدور أساسا حول مدة ملء الخزان وكلما كانت هذه المدة أطول يصبح تأثرنا بنقص الوارد لنا من مياه النيل أقل. وتلك هي نقطة الخلاف بين البلدين ولا شك في أنه من الممكن التوصل إلي حلول وسط بشأن هذه النقطة متي توفرت الإرادة سياسية. وما قد يعطي قدرا من الارتياح. أن أحد المواقع الالكترونية نشر تصريحا للسفير الإثيوبي في القاهرة. تايبي اثقلا سلاسي امدي. اكد فيه أن استقالة ديسالين لن تؤثر بأي حال من الأحوال علي مفاوضات سد النهضة وأنه من المتوقع أن تعقد الدول الثلاث اجتماعا هذا الاسبوع. لم تتحدد تفاصيله أو موعده بعد. والواضح أن تحرك مصر إزاء استقالة ديسالين كان مباشرا وسريعا. ففي يوم الخميس. الذي اعلن فيه ديسالين استقالته. التقي سفيرنا بأوغندا. طارق سلام. برئيس الوزراء الاوغندي. روهاكانا اوجوندا. فأوغندا إحدي دول حوض النيل. حيث دعا سفيرنا حكومة أوغندا للاستمرار في دعم موقف مصر في ملف مياه النيل. وعلي أي الأحوال يجب ألا نستبق الاحداث وعلينا الانتظار حتي يتم اختيار رئيس وزراء جديد لإثيوبيا ونعرف موقفه بالتحديد من قضية مياه النيل وسد النهضة. وساعتها يكون لكل حادث حديث. * * * ولا يفوتنا في النهاية توجيه التحية لأبطالنا المغاوير في سيناء من رجال القوات المسلحة والشرطة والإشادة بما يبذلونه من تضحيات جسام في القضاء علي جرذان الإرهاب وأعداء الوطن والدفاع عن مصالح البلاد وتأمينها من كل المخاطر.