تفاقمت أزمة الباعة الجائلين منذ الثورة وأصبحت سبباً في إعاقة المرور بصورة يومية بعد ان احتلوا كل المناطق الحيوية مثل وسط البلد وميدان التحرير التي أصبحت تعاني من وجودهم رغم الحملات القوية من الشرطة والجيش لهذه المناطق لطرد هؤلاء الباعة.. وفي محاولة لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة يتم التنسيق بين وزارة الداخلية ومحافظة القاهرة لإيجاد أسواق بديلة لهؤلاء الباعة تكون مقراً دائماً لهم لبيع منتجاتهم لكن هذه الفكرة تواجه صعوبة التنفيذ بسبب وجود باعة من محافظات أخري جاءوا لمنطقة وسط البلد.. حيث سيتم ترحيلهم وتثبيت الباعة المعروفين والذي يحملون تراخيص. في البداية يقول مصدر أمني مسئول بمديرية أمن القاهرة: إنه تم التنسيق بين وزارة الداخلية ومحافظة القاهرة علي تدبير أسواق بديلة للباعة الجائلين حتي تكون مقراً لهم لبيع منتجاتهم وعدم اللجوء مرة أخري للبيع بمنطقة وسط المدينة لأن وجودهم يؤدي إلي إحداث حالة من الفوضي المرورية.. مؤكداً أن الوزارة لن تقبل بوجود أو عودة هؤلاء الباعة مرة أخري بمنطقة وسط البلد حرصاً علي المظهر الحضاري لهذه المنطقة وسلامة المارة. بالإضافة لأصحاب المحلات الذين تضرروا كثيراً من هؤلاء الباعة لأن الكثير منهم لديه التزامات ومرتبات ومنهم من أغلق المحلات بالفعل. الدكتور سمير مرقص- نائب محافظ القاهرة لمنطقة شمال القاهرة وتشمل الساحل وروض الفرج وشبراً والزاوية وأيضاً الشرابية والزيتون- يؤكد أنه تم وضع خطة لهذه المناطق لكنها تدريجية وعبارة عن حملات للشرطة لحين تطبيق الخطة الموسعة التي تشمل الشرطة المدنية والجيش لتكون حملات حاسمة. يشير إلي أنه يأمل ان تكون هذه الحملات قوية وحاسمة ويكون لها رد فعل قوي لعدم عودة الباعة مرة أخري لهذه المناطق وتستطيع الشرطة بعد ذلك ان تقوم بمهمتها بسهولة ويستجيب الناس. وحالياً يتم تحديد أماكن يتجمع فيها هؤلاء الباعة واعني بالباعة المعروفين منهم قبل أحداث الثورة ولهم بالفعل تراخيص بالوقوف بهذه الأماكن. اللواء خليل غازي- رئيس حي عابدين- يشير إلي أن الحملات مستمرة علي المحاور المرورية الرئيسية والشوارع الرئيسية وهذه بداية لتطهير هذه الاماكن. يشير إلي أن سبب تفاقم مشكلة الباعة الجائلين وزيادة عددهم بهذه الصورة أن الكثير منهم جاءوا من محافظات أخري واستقروا في المناطق الحيوية مثل منطقة وسط البلد وهناك باعة معروفون منذ سنوات طويلة ومسجلين في شرطة المرافق ولكن بعد أحداث الثورة جاء الكثير إلي منطقة القاهرة ووسط البلد من الصف والبدرشين والعياط فلابد ان يتم السيطرة علي هذا الانفلات. يضيف أنه تم التنسيق مع الجهات المسئولة في محافظة القاهرة علي توفير اماكن محددة لهؤلاء الباعة في منطقة وسط البلد مثل الشوارع الجانبية للبورصة وشارع عرابي بالأزبكية وتم التنسيق مع المرور وجهاز التنسيق الحضاري حتي لا يحدث تكدس مروري. بالإضافة لوجود توصية من مجلس الوزراء وصندوق تطوير العشوائيات لإيجاد سويقات للباعة الجائلين بشكل حضاري. اللواء سيف الإسلام عبدالباري- نائب محافظ القاهرة لمنطقة غرب القاهرة- يشير إلي أن هناك جدولاً زمنياً وحملات مستمرة لمنطقة وسط المدينة لتطهير وإزالة الإشغالات وعلي الأخص الباعة المستجدين. يضيف أن المناطق الحيوية والرئيسية مثل ميدان التحرير وكوبري قصر النيل من أهم المناطق التي لا نقبل ان يستمر وجود الباعة الجائلين بها نظراً للصورة السيئة التي يتركها الباعة بهذه الأماكن والمظهر الحضاري السيئ خاصة أن هذه الأماكن مسلط عليها الأضواء بعد الثورة. يضيف أنه تم تحديد سويقات في مناطق الاثنين بعابدين والجوهري. لكن بالنسبة لمنطقة وسط البلد فالأمر صعب بعض الشيء لتحديد اماكن بعينها لتكون لهؤلاء الباعة ولكن سوف تكون هناك خطة للتفاوض مع أصحاب الأماكن الخالية أو الأراضي الفضاء لتأجير هذه الأماكن لهم.. فهناك مناطق معروفة بالفعل في منطقة وسط البلد وشوارع جانبية لهؤلاء الباعة من قبل الثورة وفي منطقة المتحف المصري هناك مكان محدد أيضاً لهم وتراخيص بالوقوف في هذه الأماكن ولكن الباعة الوافدين إلي القاهرة من محافظات أخري كانوا سبباً في تفاقم الأزمة. الرائد عمرو دنانسة- رئيس مكتب مرافق بولاق أبوالعلا- يشير إلي أن البائع المتجول ثلاثة أنواع. بائع لم ينل قسطاً من التعليم وآخر حصل علي مؤهل عال وضل طريقه في الوصول إلي وظيفة. وأخيراً موظف لا يكفي راتبه لتوفير حياة كريمة فيلجأ لهذه المهنة. لذا فإن مكافحة هذه الظاهرة بالمطاردة البوليسية لن يكون مقبولاً كما كان في الماضي لأن المطاردات كانت مثار استياء الجميع. يطالب بضرورة البحث عن حلول جذرية لهذه الظاهرة فالحملات القوية للشرطة والجيش لن تضع نهاية لهذه الظاهرة ويجب ان نعمل علي تقنيين أوضاع هؤلاء من خلال إقامة أسواق تضم هذه الجموع من الباعة مع البعد عن أسلوب نقلهم بعيداً عن وسط القاهرة لأن تجارة هؤلاء تعتمد علي الأماكن المزدحمة.. والباعة الجائلون معروفون للمرافق منذ سنوات. لكن ما حدث الآن هو وجود باعة من محافظات أخري جعلوا المناطق الحيوية في صورة غير لائقة. يضيف أنه يمكن تخصيص أيام في الأسبوع تغلق فيها بعض الشوارع وتكون بمثابة معرض مفتوح لبضائع هؤلاء. وهو الأمر الذي يمكن معه القضاء علي التواجد العشوائي لهم في شوارع القاهرة ويمكن أيضاً تطبيق هذه الفكرة يومياً من خلال تخصيص ساعات محددة خلال اليوم.