هل الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئول عن عدم وجود منافسين أقوياء لخوض الانتخابات الرئاسية أمامه؟! بالطبع لا .. الرئيس السيسي ليس مسئولا من قريب أو بعيد عن ذلك الامر ودعونا نسرد الحكاية ..الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت عن مواعيد مراحل العملية الانتخابية والشروط الواجب توافرها للترشح وهي الشروط التسعة التي وضعها قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية وفقا للدستور الذي وافق عليه الشعب عام 2014 ولم تضع الهيئة شروطا جديدة تحول دون ترشح أي شخص لهذه الانتخابات وهو ما يعني أن الشروط معروفة مسبقا للجميع وبالتالي فالباب مفتوح لكل من تتوافر لديه تلك الشروط ليرشح نفسه لرئاسة مصر طالما انه يجد في نفسه القدرة والكفاءة التي تؤهله لخوض هذه الانتخابات والفوز برئاسة دولة بحجم مصر.. فماذا حدث ؟!. في البداية أعلن المحامي خالد علي الترشح لهذه الانتخابات لكنه فشل في جمع التوكيلات اللازمة وهي 25 ألف توكيل من 15 محافظة ليعلن انسحابه في مسرحية هزلية وتم استبعاده لعدم استيفاء شروط الترشح .. وهناك شخصيات أعلنت عزمها الترشح إلا انها سرعان ما تراجعت مثل المستشار مرتضي منصور ليأتي الفريق سامي عنان ويعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه تم استبعاده لمخالفته قوانين القوات المسلحة حيث انه لايزال في الخدمة برتبة "فريق مستدعي" وبالتالي لا يحق له الترشح أو الإدلاء بصوته في الانتخابات .. أي انتخابات. وقبل ايام قليلة من إغلاق باب الترشح لهذه الانتخابات أعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد عزمه الترشح إلا أن الهيئة العليا لحزب الوفد رفضت ترشحه حيث سبق الحزب وأن بايع الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية ليأتي بعد ذلك موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد ليعلن ترشحه في اللحظات الاخيرة تحيطه الكثير من علامات الاستفهام ليغلق باب الترشح ويصبح موسي مصطفي هو المنافس الوحيد أمام الرئيس السيسي .. فهل الرئيس السيسي هو المسئول عن عدم وجود منافسين كثر وأقوياء؟!. المسئولية تقع علي أمرين لا ثالث لهما .. الأول أنه لا يوجد بصدق منافس قوي لديه القدرة علي خوض هذه الانتخابات والفوز بها .. والامر الثاني أن غالبية الاحزاب الموجودة علي الساحة السياسية أيدت وبايعت الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية باعتباره الرجل المناسب للمرحلة الحالية التي تمر بها مصر .. وتبقي نقطة أخيرة وهي أن قلة عدد المرشحين لهذه الانتخابات مسئولية الاحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة والبالغ عددها 92 حزبا حيث ان اغلبها بعيد عن الجماهير وقضايا الوطن وهو ما دفع الرئيس السيسي ذات يوم أن يدعو الاحزاب السياسية الي الاندماج حتي تكون لها قوة وديناميكية في الشارع السياسي ورغم ان تلك الدعوة لاقت ترحيبا وقتها من بعض الاحزاب إلا أننا لم نشهد حالات اندماج فيما بينها. ان المشهد الذي تعيشه مصر اليوم أثبت بالدليل القاطع أن الاحزاب لن أقول غير مستعدة بل أقول ليست مؤهلة لخوض الانتخابات الرئاسية وتلك هي المشكلة.