الله يرحم زمان وأيام زمان.. يوم كان انتقال اللاعبين بين الأندية بكلمة الشرف وبمبالغ لا تزيد علي المائة جنيه أو بالكثير تصل الألف وده كان للاعب للفلتة الهداف وحتي الانتقالات كانت هي الأخري بالرغبة وكثيرا ما شاهدت الجماهير انتقال لاعبين كثيرين بين الأهلي والزمالك أمثال عبدالكريم صقر ويكن حسين وجمال عبدالحميد وحسام حسن وكان ضم النجوم يعتمد علي شطارة الكشافين أشهرهم عبده البقال مدير التعاقدات بالأهلي والذي كانت له طرق سرية وسحرية وصل الأمر في بعض منها إلي تهريب لاعب أو إجبار آخر علي ارتداء ملابس سيدات هرباً من متابعة المنافسين. لم يكن للمال في المراحل المتقدمة مع بداية مسابقة الدوري عام 1948 دور فعال أو حتي الاستبدال وربما يقتصر علي مبلغ زهيد لترضيه بوظيفة للاعب كل ذلك في ظل كلمة الشرف وصدق الاتفاقات وربما أشهر كلمات الشرف عندما رفض الأهلي ضم نجم الاسماعيلي المرحوم رضا إلي صفوفه بناء علي طلبات الجماهير أثناء فترة التهجير بعد حرب 67 وتركه للدراويش. وقتها كانت المنافسة علي درع الدوري أو كأس مصر مفتوحة إلي أن حصل علي الدوري الترسانة والأولمبي والمحلة والاسماعيلي والمقاولون وفي الكأس حصد البطولة الترسانة والاتحاد السكندري والمصري والأولمبي والقناة والمقاولون وإنبي وحرس الحدود كل ذلك إلي جانب الأهلي والزمالك أصحاب الصدارة في حصد الألقاب حتي الآن وكانت أغلبها قبل عام 1990 بعد مشاركة مصر في كأس العالم ودخول الاحتراف. بعدها انقلب حال كرة القدم وظهرت غلبة المال وظهر معها أندية المؤسسات والشركات لترتفع أسعار اللاعبين ولكن علي استحياء يعني بعض مئات الآلاف كما ظهر اللاعب الأجنبي بصورة واضحة باستثناء حراس المرمي بعد رفض اتحاد الكرة والاعتماد علي الحارس المصري فقط وأثر بالقطع علي حرمان المنتخب من الوصول لكأس العالم علي مدي 7 دورات و28 عاما. ورويدا.. رويدا ازداد زحف المال حتي وصل خلال موسم انتقالات 2017 - 2018 إلي مرحلة تخض وكسرت عقود اللاعبين المليون والخمسة والعشرة ملايين ودخلت الانتقالات إلي الخمسة عشر إلي أن وصلت الذروة في انتقال اللاعب صلاح محسن إلي الأهلي لتصل الصفقة إلي 35 مليونا ويكون اجمالي ما دفعته الأندية خلال شهر ديسمبر الماضي إلي 220 مليون جنيه دفعتها الأندية في شراء وضم لاعبين جدد وكان الزمالك أكثرهم بعد أن بلغ ما دفعه من بداية الموسم 93 مليون جنيه في ضم 20 لاعباً. وإذا ما قارنا الحصيلة التي عادت علي اللعبة والأندية نجد انها لم تسمن ولا تغني من جوع فالمستويات متقاربة والنتائج تكاد تكسف والأداء في الأغلب غير ممتع أو مقنع وانحصر الصراع علي الدوري وكأس مصر المحلي فقط.. ولم يستطع أي فريق في الحصول علي بطولة دوري الأبطال الافريقي علي مدي 4 سنوات ولم تحقق الفرق المصرية كأس الكونفيدرالية إلا مرة واحدة كانت للأهلي وابتعدت الكرة المصرية عن كأس العالم للأندية. ورغم الصراع والجشع المادي فإن أحداً لم يشعر بالتغيير بين الفرق ولم يفرض لاعب واحد نفسه علي الساحة المحلية حيث لا فارق بين لاعب بمليون جنيه وآخر ب 15 مليون جنيه ولنأخذ مباريات آخر أسبوع تم تنفيذه من أيام وهو الاسبوع الحادي والعشرين.. الصورة كما هي الأهلي تربع وحيدا علي القمة وبفارق كبير عن باقي الفرق بعد أن كسر حاجز الخمسين نقطة ينافسه الاسماعيلي الوصيف 42 نقطة وهناك خمس فرق لم تستطع تخطي الثلاثين نقطة . ويبقي أكثر من سؤال. هل هذه المستويات والأداء المتدني يعادل الملايين التي صرفت خلال الموسم والتي تخطت ال 200 مليون جنيه وإلا من ستقف قيم هذا البذخ المقيت وتلك النتائج "اللي تكسف"؟!!