نحن شعب مبدع!! وأحدث ما ابتدعناه وحصلنا علي حقوق ملكيته الفكرية وظيفة "مرشح محتمل منسحب"!! تري بعض طالبي الشهرة. يترصدون الفرص ليقفزوا إلي وسائل الإعلام. ويعقدوا مؤتمرات علي المقاهي وفي المكاتب المغلقة. أو ينشر أحدهم علي صفحات التواصل الاجتماعي أنه استخار الله والشعب والجماهير الحاشدة من أسرته ورفاق المقهي. وقرر الترشح لرئاسة الجمهورية!! ولأننا شعب ابن نكتة. ندعي اننا نصدقه. وأنه خير من يمثلنا. وتحدث الضجة التي نشرها "مدعي الترشح" ويطير اسمه في الآفاق ثم فجأة يعلن انه كان يهزل. أو انه اطلق دعابة و نكتة لا أكثر. أو أن البيئة السياسية غير مواتية. أو أنه تعرض لضغط لا تحتمله جبال البحر الاحمر وسانت كاترين.. ثم ينسحب حاملاً معه في "سيرته الذاتية" وظيفة "مرشح منسحب"!! الأخ المواطن طالب الشهرة لم يقل لنا ما هي مؤهلات ترشحه. ولا كيف ينال ثقة 25 الف مواطن من خمس عشرة محافظة. يبادرون بترشحه أو 20 عضواً بمجلس النواب طبقاً للدستور.. المهم أنه اصبح "سيادة المرشح المحتمل المنسحب"!! اعرف زميلة فاضلة أثارت مثل هذه الضجة وتلبست ثياب السيدة المرشحة. وطاردتها وسائل الإعلام. وبدأت في التمرد علي زوجها.. ووقت تقديم أوراق الترشح القانونية لم تقدم شيئاً. لا توكيلا واحدا. ولا حتي مؤهلاً جامعياً!! وأظنها منذ الانتخابات الماضية جلست في بيتها تذاكر للحصول علي ليسانس!! إذا توقفنا عند جدية الإعلان عن الترشح فلن نتجاوز اثنين فقط ممن امتلكوا مثل هذه المصداقية ولكن ماذا لو لم يجد الشعب جدية وجدارة في مرشحين اخرين؟! وماذا لو بقيت الساحة مفتوحة للرئيس السيسي وحده؟! ربما بادر المتربصون مؤكدين ان الامر يحمل حرجاً شديداً للقيادة السياسية وللنظام الوطني كله الذي قام علي اسس ثورة 30 يونيه.. وهذه هي النظرة السطحية الساذجة. لا أحد منع احداً من الترشح واستيفاء الشروط القانونية ولا أحد يفرض علي احد ان يترشح رغم انفه.. ولدي الدستور حلوله ومعالجته لمثل هذه الحالة.. ولو أنها حالة غير واردة وغير ممكنة ما التفت إليها الدستور. ولا تحدث عن كيفية التعامل معها. الانسحابات او عدم الترشح بالنسبة لنا يعني التسليم بجدارة مرشح بعينه. ويعني الثقة كل الثقة في وطنيته وقدرته علي استمرار معارك المصير التي يقود مصر فيها منذ حوالي اربعة اعوام.