طبقا لميثاف الأممالمتحدة يقوم مجلس الأمن بمناقشة ومتابعة وإصدار القرارات التي تهدد الأمن والسلم العالميين إلا أن إدارة دونالد ترامب حولت مجلس الأمن إلي واحدة من الإدارات التابعة لها والتي تتسم بالفكاهة والتندر اللذين يمارسهما الرئيس الأمريكي نفسه ولا تخرج عن التغريدات الصباحية التي يمارسها علي وسائل التواصل الاجتماعي مع كل طلعة فجر جديد. لقد قرر مجلس الأمن مناقشة أوضاع المظاهرات في إيران وهو يعلم أن ما حدث في طهران شأن داخلي لا يحق لأي دولة التدخل فيه. أمريكا تعلم دون غيرها أن المظاهرات هناك لن تسقط النظام وتعلم أن مشروع الملالي في طهران جزء من ثلاثة مشروعات إقليمية تنال رضي ومباركة واشنطن في المنطقة وهي المشروع التركي والمشروع الاسرائيلي والمشروع الايراني. المشروع الإقليمي التركي جزء لا يتجزأ من مشروع حلف الأطلنطي الذي ترأسه أمريكا والمشروع الإسرائيلي يهدف إلي فرض الهيمنة علي المنطقة التي تسعي واشنطن إلي تحقيقه والمشروع الإيراني قائم علي بسط الهلع والخوف في الإقليم ولذا يخطيء من يظن أن أمريكا ضد إيران ونظامها السياسي الحالي وأنها ترغب في إزالة نظام الملالي حبا وهياما في حقوق الإنسان التي تتباكي عليها. واشنطن ترغب فقط أن تضع طهران علي الخط الذي صنعته لها وتضمن عدم خروجها عنه ولذلك لجأت إلي مجلس الأمن وهي تعلم عدم قدرتها علي انتزاع قرار ضد طهران في ظل الفيتو الروسي والصيني لكنها محاولة لتقول إن مجلس الأمن إدارة من إداراتها تستطيع أن تحركه كيفما تشاء.