الأهلي يترنح في الدوري العام لكرة القدم.. الأداء فاتر والمستوي هزيل.. ونجوم الفريق تائهون منذ ضياع الحلم الأفريقي والسقوط أمام الوداد المغربي "رايح.. جاي" وحسام البدري حائر وكأنه استنفد كل ما لديه من أفكار وحلول لإنقاذ المارد الأحمر من كبوته والتي بدأت في الأدغال الأفريقية. وامتدت للمباريات المحلية.. ليجد الأهلي نفسه في مأزق صعب بعد خسارة 7 نقاط في ثلاثة لقاءات في رحلة الدفاع عن اللقب وهو ما يعد "نذير شئوم".. ومؤشراً قوياً علي أن الفريق يعاني من حالة انعدام وزن فنية وذهنية ونفسية. صحيح أن الأهلي يعاني من كثرة الاصابات.. ولكن من المفترض أن ما يضمه قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك من حشد هائل من النجوم يجعل المدير الفني في كل منهما قادراً علي الاحتفاظ بالرتم والمستوي العالي للفريق دون التأثير سلباً علي الأداء العام والنتائج مثلما يحدث حالياً. وأري أن الأهلي كان في حاجة إلي عملية تدوير في صفوفه وتشكيله بعد فشل الفريق في الفوز بالبطولة الأفريقية لأنه من الطبيعي أن أغلب اللاعبين أصيبوا بحالة من الاحباط والإجهاد الذهني والبدني من الضغط الهائل الذي تعرضوا له خلال المرحلة الأخيرة والشاقة من بطولة الملايين الأفريقية.. حتي لو كانت عملية تدوير محدودة.. ولكن كانت المفاجأة أن حسام البدري المدير الفني للأهلي لم يفعل شيئاً من ذلك فكانت النتيجة هذا النزيف المبكر من النقاط. المثير للدهشة ان هذا التراجع في الأداء والنتائج جاء بمثابة صدمة كبيرة ليس فقط للجماهير الحمراء بل كانت الصدمة الأكبر لمجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب لأن الأصوات التي طالبت بتأييد انتخاب قائمة بيبو استندت في دعايتها أن رئاسة أسطورة الكرة المصرية لقلعة الأهلي الحمراء هي الضمان الوحيد لاستعادة المارد الأحمر لبطولات الساحرة المستديرة في مقدمتها البطولة الأفريقية ومنها العودة للعالمية.. ولكن تلك الهزة العنيفة التي يتعرض لها فريق الأهلي وضعت مجلس الإدارة في مأزق حرج أمام الأعضاء قبل الجماهير بعد التعادل الأخير أمام وادي دجلة وعدم قدرة الفريق علي الاحتفاظ بتفوقه بهدف السبق للسعيد. وفي المقابل سنجد ان الزمالك بقيادة مدربه نيبوشا استطاع ان يستعيد توازنه و نشاطه ولغة الانتصارات والأداء الايجابي والثقة في النفس بعد تنظيم صفوفه وأوراقه الفنية داخل الملعب وخارجه ومن خلف وقف مجلس الإدارة يدعمه ويسانده من أجل وضع الفريق علي الطريق الصحيح بتجديد الثقة فيه وفي اللاعبين. وإن كانت هذه الخطوات الايجابية لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار للفريق وايجاد الدوافع للاعبين وإشعال حماسهم من التأكيد علي ضرورة الالتزام والانضباط من أجل استعادة الفريق لمكانته في سباق الدوري خاصة أن درع البطولة مازال في الملعب وأنه لابد من القتال والتمسك بالأمل فالمارد الأبيض مثل منافسه التقليدي مطالب أمام جماهيره بحصد البطولات والصعود لمنصات التتويج. وبالفعل بدأت هذه الإصلاحات وتصحيح المسار تؤتي ثمارها حيث نجح الزمالك في استثمار كبوة الأهلي واستعاد نجوم المارد الأبيض لغة الانتصارات والعروض القوية وكان الفوز الأخير علي المقاولون العرب بهدف محمد الشامي تأكيد علي تطور الأداء الفني والخططي للاعبين علي المستويين الفردي والجماعي ورغبتهم الجادة في الوصول لقمة الدوري والتي ينفرد بها حالياً دراويش الاسماعيلي.. ولكن جاء تفوق نجوم الزمالك علي ذئاب الجبل المقاولون العرب أحد أندية القوي الكروية الخطيرة هذا الموسم بمثابة رسالة بأن المارد الأبيض قادم بقوة لأخذ مكانه الطبيعي في المنافسة علي درع الدوري بعد ان تخلص تماماً من سلبيات من رحلة انعدام الوزن والارتباك التي تعرض لها الفريق و كان سببها الرئيسي في رأيي عدم استقرار نيبوشا علي تشكيل ثابت لتحقيق أعلي درجات الانسجام والتفاهم بين خطوطه وأفراده وجعل التغيير في أضيق الحدود والاندفاع الهجومي إلي حد التهور ومن الواضح ان الرجل عرف أخطاءه وتمكن في علاجها وجاءت النتائج الايجابية وارتفاع مستوي الأداء العام للمارد الأبيض فنياً وبدنياً وتكتيكياً ومعنوياً خير دليل علي نجاح الزمالك في "الديمونتادا".