في نهاية كل عام مر علي البشرية دائماً يراجع الإنسان نفسه عن أعماله.. ماذا قدم لنفسه علي المستوي الشخصي وعلي مستوي العمل العام؟!.. ماذا حقق من نجاحات أو فشل؟!.. كيف يتسني له تجاوز العقبات؟! وإذا كان هذا حال الإنسان في نهاية كل عام.. فإن مؤسسات الدولة تفعل نفس الشيء.. تقدم كشف حساب عن منجزاتها وما حققته من إيجابيات.. وتؤكد إصرارها علي إنجاز المزيد منها في العام القادم. وزارة الداخلية في مصر باعتبارها حارسة الأمن للأفراد والشعب.. كان كشف حسابها يختلف عن غيرها من الوزارات.. فقد ألقت الضوء علي رجالها الذين استشهدوا في المعارك مع الإرهابيين خلال عام ..2017 والذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء لشعب مصر وإنقاذه من بين براثن تلك الطغمة الخائنة التي أرادت به سوءاً. الداخلية أصدرت بياناً عن شهدائها من رجال الشرطة في معارك مع الإرهابيين جاء في مقدمته ما يلي: "رتبة شهيد" هي الرتبة الأعظم والأسمي في وزارة الداخلية.. طالما راود هذا الحلم الجميع.. فمنذ أن تطأ أقدام الطالب كلية الشرطة ويخضع لتدريبات وعملية انضباط وسط أجواء وطنية.. تؤكد باستمرار أهمية رسالة الأمن في حياة الشعوب حتي تراوده فكرة التخرج للحصول علي رتبة "شهيد". لن ينسي أبداً شعب مصر تضحيات رجال الشرطة من أجله الذين يواصلون عملهم ليل نهار.. تاركين بيوتهم وأسرهم.. زوجاتهم وأطفالهم.. ساهرين في الشوارع والطرقات.. أو هائمين في الصحراء يبحثون في كل حبة رمل عن إرهابي خائن أو عن مخزن ذخيرة وأسلحة ومتفجرات.. أو عن أنفاق وممرات وطرق.. أو عن دراجات بخارية وسيارات ذات دفع رباعي يعدها الإرهابيون للغدر بهذا الشعب ومحاولة وقف مسيرته لغد أفضل.. لكن كل محاولات الإرهابيين تنكسر علي يد هؤلاء الأبطال. كم ترك أبطالنا الشهداء من زوجات ترملن في عز شبابهن؟!.. وأطفال تيتموا في عمر الزهور؟!.. وأمهات ثكلن أبناءهن وهم في ريعان الشباب؟!.. وآباء وإخوة كان الشهداء سنداً لهم في الحياة؟!.. لكن نداء الوطن كان أقوي وأحب إليهم من كل هؤلاء.. استشهدوا دفاعاً عن حريته وأمنه وأمانه.. فنالوا وثيقة تفتح لهم أبواب الجنان.. فانطبق عليهم قول الله عز وجل: "تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم". لن ينسي شعب مصر 152 شهيداً من أبناء الشرطة قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن العزيز خلال عام ..2017 كان من بينهم 36 ضابطاً و55 فرداً و3 خفراء و58 مجنداً.. ولأول مرة في تاريخ جهاز الشرطة هذا العام تسقط شهيدات شرطيات لتؤكد الشرطة النسائية أن الدماء جميعها -كما جاء في بيان الداخلية- فداء للوطن وشعب مصر.. فتسقط العميدة "نجوي الحجار" ومعها شرطيات شهداء في الإسكندرية. ولن ينسي شعب مصر 15 شهيداً من رجال الشرطة في الحادث الإرهابي بصحراء الواحات.. ولا الشهداء الستة الذين راحوا ضحية كتائب حلوان.. ولا الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في كمين البدرشين.. هذه مجرد أمثلة لشهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم علي مدي العام المنصرم. في المقابل قامت الشرطة علي مدي عام 2017 بضربات استباقية بلغت 30 ضربة علي معاقل وقوي الإرهاب والشر وأدت إلي تصفية 120 إرهابياً وضبط المئات منهم. الإرهاب لا مكان له في مصر.. فإنك لو بحثت عن شعب متماسك وموحد في الدنيا فلن تجد شعباً مثل شعب هذا الوطن العزيز الغالي.. نحن قوة واحدة ويد واحدة ضد من يريد شراً أو سوءاً بوطننا.. وطالما كنا كذلك فلن يخترق صفوفنا أو يندس بيننا أي دخيل أو إرهابي. تحية لشهدائنا من رجال الجيش والشرطة الذين أحبوا وطنهم وافتدوه بنفوسهم وأرواحهم.. وتحية لشعب مصر وقيادته الوفية المخلصة.. "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".