أحداث الأحد الدامي سوف تظل شبحا يطارد كل مصري ومصرية علي هذه الأرض الطيبة المباركة التي عاش أهلها علي مدار التاريخ في حب وتسامح فكان السلام شعارهم والوئام طريقهم لعبور أي أزمات أو مواقف تهدد أمن بلدهم. ماذا حدث لهذا الشعب.. هل هانت عليه نفسه لهذه الدرجة ونسي التاريخ الحافل بالكفاح في مواجهة الاستعمار والظلم والاستبداد؟.. وهل نسي نشوة الانتصارات ومرارة الهزيمة التي تذوقها الشعب المصري بأكمله ولم يكن هناك مسمي بأن هذا مسلم وذاك مسيحي؟!. إن ما يدل علي قوة الترابط بين هذا الشعب أنه عند كل مصيبة تحدث ويقع ضحاياها عشرات المصابين نجد المئات يتسابقون للتبرع بدمائهم فلا يسألهم أحد عن ديانتهم وهذا يؤكد علي أن الدم واحد فدماء المسلمين تسري في عروق المسيحيين ودماء المسيحيين تتدفق في شرايين المسلمين. كلنا متأكدون أن هناك أيادي خفية تعبث بأمن هذا الوطن وتسعي لتقسيمه وتفتيته مثلما حدث لدول أخري لأنهم واثقون أن أخطر ما يهدد أمن مصر هو العبث بملف وحدتها الوطنية فإذا ما نجحوا في ذلك سوف تكون مصر في ذمة الله.. لكننا نقول لهم ولأمثالهم إن دماء هذا الشعب غالية وأن وحدته الوطنية من الممكن أن تمرض لكنها بإذن الله لن تموت وسوف يمن الله عليها سريعا بالشفاء العاجل وتقف في وجه كل من يريد زعزعتها وترويع أبنائها. يا شعب مصر.. لا تشمتوا فينا الأعداء وارجعوا إلي مبادئ دينكم لتروا أن الإسلام يدعو لاحترام الديانات الأخري فقد استوصي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أصحابه بالإخوة المسيحيين خيرا في الوقت الذي تدعو فيه المسيحية كذلك للمحبة والتسامح وحث النبي عيسي عليه السلام علي حب الآخر وعدم الكراهية والبغضاء لسائر بني البشر.. والتاريخ ملئ بعشرات النماذج من الجانبين التي تظهر الوجه الحقيقي للتسامح والمحبة والرحمة. يا شعب مصر.. الفتنة موجودة علي مر التاريخ لكنها نائمة ونرجو أن تظل كذلك والله يلعن من يوقظها فلا تكن سببا في إشعالها لأن لهيبها سوف يحرق الجميع دون تمييز.. فالكل في خندق واحد وإذا غرقت السفينة سوف تغرق بمن فيها مسلم ومسيحي في آن واحد.