اقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار يرفض تغيير وضع القدس بأغلبية 128 صوتاً يعني بكل وضوح رفض الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لاعلان دونالد ترامب بشأن اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل .. يضاف الي هذا أن القرار طالب الدول بعدم نقل هيئاتها الدبلوماسية إلي القدس معتبراً أي قرار او خطوة من شأنها تغيير طابع القدس وتركيبتها السكانية ليس له أي تأثير قانوني وتعد لاغيه وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. الموافقة باغلبية كاسحه 128 ضد 9 تعني ان المجتمع الدولي اكد انه قادر علي الانتصار في مواجهة تحدي "رامبو" الامريكي الذي هدد بقطع المعونات والمساعدات عن الدول التي ترفض قرار ترامب بل ووصل الأمر الي قمته بتهديد "نيكي هالي" مندوبة امريكابالأممالمتحدة وتهديدها بقطع مساهمات الولاياتالمتحدة في ميزانية المنظمة الدولية .. المجتمع الدولي لم يأبه لتهديدات "رامبو" التي اطلقها قبل واثناء الجلسة واتخذ قراره بالأغلبية الكاسحة. نعم هو انتصار معنوي للمسلمين والمسيحيين .. للعرب وللفلسطينيين .. أنتصار للحق .. يجب البناء عليه واستثمارة من أجل ترجمة هذه المواقف السياسية والمعنوية الي مواقف عملية لاعادة الحق الي اصحابه وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. أما عن اللغه التي تحدثت بها مندوبة امريكا وحليفها مندوب اسرائيل فهي لغة خرجت عن المألوف والدبلوماسية واتسمت بالوقاحة والسفالة والتهديد والوعيد وهي تشير الي ضعف الموقف بصرف النظر عن اشياء أخري. وعلي الجانب الآخر فهناك مواقف لعدة دول اسلامية وافريقية منها دولة أختارت معارضة القرار علناً وهي" توجو" وهي دولة افريقية عضو في منظمة التعاون الاسلامي .. ودول أخري بها أغلبية مسلمة مثل البوسنة التي امتنعت عن التصويت .. ومعها الكاميرون عضو منظمة التعاون الاسلامي وأوغندا وهي دولة افريقية تربطنا بها علاقة مميزة وجنوب السودان وعموما فأن امتناع 35 دولة عن التصويت امر يجب ان نضعه في الاعتبار لكي نتدارك الامر مستقبلاً ونعمل علي بحث اسباب اتخاذ هذة الدول لمواقف مغايرة لما كان الامر عليه في الماضي القريب .. ناهيك عن غياب 21 دولة عن الجلسة. اما عن الدول الرافضة السبعة بالاضافة الي امريكا واسرائيل فأمرها لايعنيها وبكل صراحة فمن منا لديه علم بدولة اسمها "بالاو"أوبالو ودولة أخري اسمها ميكرونيسيا وثالثة اسمها "ناورو" ورابعة اسمها جزر المارشال.. هنيئاً لامريكا واسرائيل بهذه الدول التي لايعلم عنها أحد شيئاً .. وهنيئاً ل "رامبو" الصفعة التي تلقاها من المجتمع الدولي. ويبقي في النهاية ان نذكر الابناء والاحفاد ان القدس عربية وان الحق لابد ان ينتصر في النهاية حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.