اعتادت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن تعود إلي مراكز الأبحاث الاستخباراتية والعلمية قبل اتخاذ أي قرار يخص أي منطقة في العالم وكانت هذه المراكز لها القول الفصل فيما يخص مناطق النزاع أو البؤر الملتهبة في العالم وكانت منطقة الشرق الأوسط دون سواها لها الاهتمام الاقصي والعناية الفائقة لما تتميز به هذه المنطقة التي تعتبر كنزا للسياسات والاستراتيجيات الامريكية. كما انها من مناطق نفوذ ومصالح الولاياتالمتحدة التي لا تسمح لغيرها في التدخل في شئونها الا بقدر تحدده واشنطون ويبدو أن الرئيس دونالد ترامب قد تخلص من سيطرة هذه المراكز وبدأ منذ الوهلة الأولي لتوليه الإدارة الامريكية يتخذ القرارات دون الرجوع إلي هذه المراكز مما تسبب في إحداث مشاكل هائلة وإلحاق الضرر بأطراف كانت تظن انها موضع اهتمام واحترام الإدارات الامريكية إلا أنه يمكن القول انها رب ضارة نافعة واتخاذ ترامب قراره الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من هذه الاضرار النافعة التي لم يحسب لها حساب خاصة وانه اتخذ القرار دون العودة لمراكز الابحاث ظنا منه ان العرب في أسوأ حالاتهم وليس بمقدورهم التعامل بجدية مع مثل هذا القرار الا انه رغم مشاكل العرب بمختلف أنواعها لم تصرف عن الدفاع عن القدس بكل الأساليب الممكنة والمتاحة وأبسطها الانتفاضات التي شهدتها العواصم العربية والإسلامية. إذا كانت امريكا بعد كل كارثة تتسبب فيها أو مع كل نار تشعلها ترسل مندوبيها إلي المنطقة لمحاولة إطفاء النيران الا ان النيران لن تنطفيء والكوارث لن تهدأ إلا بالرجوع عن مثل هذا القرار أو تجميده علي الأقل. ورفض شيخ الأزهر أحمد الطيب ورأس الكنيست المصرية البابا تاوضروس الثاني استقبال نائب الرئيس الامريكي مايك بنس يكشف ان اسلوب ارسال المندوبين بعد كل مصيبة لم يعد مقبولا من أحد.