تجربة رائدة قام بها شباب الإسكندرية من حملة المؤهلات المختلفة.. قرروا ترك الوظيفة الحكومية وفضلوا العمل في مهنة حرة محترمة. قام هؤلاء الشباب بالاقتراض من الأهل والاصدقاء والاقارب وكونوا مبلغا ماليا واشتروا خراف العيد من التجار مباشرة من منطقة العامرية وراحوا يتجولون بها في شوارع الإسكندرية. وبيع الخروف بسعر اقل يصل إلي 5 جنيهات في الكيلو عن الموجود بالشوادر ولدي الجزارين! يزاحم هؤلاء الشباب اصحاب محلات الجزارة التي اصبحت خاوية بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والخراف الحية!! أكد الشباب انهم اقترضوا لشراء الخراف الحية والبعض الآخر حرر شيكات علي نفسه والآخر باع بضمانات شخصية ليؤكدوا ان العمل الحر افضل من الحكومي ولا يهم نوعه طالما انه شريف يخدم ظروفهم ولا يغضب الله. وقد نالوا استحسان شعب الإسكندرية الذين فضلوا الشراء منهم لتشجيعهم علي العمل الخاص ولانخفاض الاسعار عندهم عن الجزارين! قالوا انهم قرروا ان يكون خروف العيد هو مكسبهم للتربح بدلا من جلوسهم علي المقاهي والكافتريات طوال اليوم بلا عمل وفي انتظار الوظيفة الميري التي اصبحت لا تحقق آمالهم ولا طموحاتهم. "المساء" رصدت هؤلاء الشباب وهم يتجولون بخراف العيد في شوارع الإسكندرية وتحدثت معهم للتعرف منهم علي تفاصيل التجربة. يقول "أحمد لطفي": أنا وزملائي سعداء بهذه التجربة الجديدة ولم نخجل منها علي الاطلاق.. بل يشرفهم ذلك لأن العمل الخاص هو الذي يبني الشباب اليوم. مؤكدا ان امنيته ان يكون أحد رجال الأعمال الشرفاء في المستقبل. مشيرا إلي أن أي رجل أعمال بدأ هكذا واليوم لديهم شركات ومصانع. أمات "هشام عبدالسلام" فيقول: انه وزملاءه جلسوا فيما بينهم وراحوا يفكرون في ايجاد فرصة عمل لهم. وبعد وقت طويل من التفكير قرروا ان يكون خروف العيد هو المكسب الوحيد والتربح لهم في مثل هذا الوقت. يلتقط طرف الحديث "عمرو حسنين" فيقول انهم قاموا بالاقتراض من الأهل والأقارب والاصدقاء وكونوا مبلغا ماليا وصل إلي 30 ألف جنيه وتوجهوا إلي التجار في منطقة العامرية لشراء خراف العيد بأسعار الجملة وقد شجعهم علي ذلك هؤلاء التجار الذين اعجبوا بما يفعلونه.. ففضل هؤلاء التجار البيع لهم بأسعار معقولة تشجيعا لهم. يضيف "أحمد مجدي" انهم اشتروا "27" خروفا بوزن 50 كيلو للخروف الواحد بسعر 22 جنيها و20 قرشا للكيلو. يقول "رمضان عبدالرحمن" انهم بعد حساب مكسبهم بشكل معقول قرروا بيع الخروف بسعر منخفض وصل ل 26 جنيها للكيلو وهو سعر اقل بكثير عن ما يبيعه الجزارون واصحاب الشوادر والذي وصل ل 31 و32 جنيها للكيلو!! يري "ابراهيم مجدي" انه لو تم بيع العدد كله سيكون مكسبهم وصل "7" آلاف و830 جنيها وهو مكسب معقول من وجهة نظرهم سيساهم في ايجاد مشروع آخر بسعر معقول يزيد مكسبهم فيه ليكونوا رجال أعمال المستقبل. يقول "هاني رزق" إن مكسبنا من بيع الخراف بالمقارنة بمرتب الحكومة أفضل بكثير وانه وزملاءه ينوون تنفيذ مشروع جديد يحقق لهم مكسبا مشيرا إلي انه سيقوم برد ما اقترضه وانه سعيد للغاية بالتجربة! يضيف المهندس "عبدالرحمن جابر" انه كان قد توجه إلي الصندوق الاجتماعي للحصول علي قرض ليشارك زملاءه في شراء الخراف ولكنه لم يجد قروض فاضطر إلي الاقتراض من أهله واصدقائه!! يري شقيقه "عادل" انه فضل وزملاؤه ان يكونوا بائعين صغاراً لأنهم في اشد الحاجة إلي المال. يقترح "مجدي ويصا" ان تقوم المحافظة في الفترة القادمة بتخصيص مشروعات حتي ولو خدمية للشباب بأجور مناسبة لتشجيعهم علي العمل بدلا من بقائهم في الشوارع طوال اليوم!