صدق.. او لاتصدق.. الدوري الانجليزي لكرة القدم تم تسويقه خارج الاراضي الانجليزية ب "6" مليارات دولار مقابل حقوق البث الفضائي لمبارياته بالعديد من البلدان في مختلف قارات العالم.. ليثبت هذه الرقم الخيالي في بيع هذا الدوري انه اقوي دوريات الساحرةالمستديرة علي سطح الكرة الارضية. وهذا الواقع الجديد يؤكد انه ليس صحيحا.. كما يحلو لبعض الخبراء القول إن الدوري الاسباني هو الاقوي لوجود الناديين العملاقيين ريال مدريد وبرشلونة.. وما يضماه من نجوم هم الافضل في العالم وفي مقدمتهم الاسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو افضل لاعبين علي سطح المعمورة حاليا.. فرغم تلك الحقائق في الكرة الاسبانية غير ان السبب الذي جعل الدوري الانجليزي الاقوي في العالم والاكثر اثارة ومتعة والاغلي اقتصاديا انه يضم ستة اندية عملاقة اقتصاديا وفنيا وتاريخا وانجازات وليس ناديان فقط كما هو الحال في اسبانيا وهما ريال مدريد وبرشلونة تقتصر بينهما المنافسة علي درع الدوري العام مثلما هو الحال في الدوري الالماني الذي تنحصر فيه المنافسة بين العملاقيين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند. اما في الدوري الانجليزي نجد ان الوضع مختلف شكلا وموضوعا فالمسابقة تضم الاندية الست العملاقة مانشيستر يونايتد وتشيلسي وليفربول ومانشيستر سيتي والارسنال وتوتنهام.. وكل من هذه الاندية يمتلك كل المقومات التي تؤهله للفوز بالدوري الانجليزي ونشاهد علي مدار الموسم صراعا رهيبا.. يحمل كل الوان الاثارة والترقب والمتعة والمستوي العالي والرفيع في قوة الاداء وشراسة المنافسة.. وهو ما يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيفوز من الاندية ال "6" بدرع البطولة حيت اللحظات الاخيرة من عمر المسابقة.. وهنا تكمن روعة هذا الدوري وكلمة السر في شعبيته الطاغية علي مستوي قارات العالم باسرها.. وارتفاع تنميته التسويقية إلي هذا المبلغ الخيالي ال 6 مليارات دولار الذي قامت العديد من بلدان العالم بدفعها إلي رابطة الدوري الانجليزي لاندية المحترفين مقابل شراء حقوق بث مبارياته. والشيء اللافت للنظر انه بعد نجاح رابطة الاندية الانجليزية في توقيع هذه الاتفاقية التاريخية حدثت ازمة بين الاندية ال 20 المشاركة في المسابقة حول كيفية توزيع هذا المبلغ بالتساوي استنادا إلي ان هذا التسويق تم خارج حدود البلاد.. ولكن هذا المطلب قوبل برفض شديد من جانب اندية القمة ال "6" لقناعة مسئوليها بأن ارتفاع مستوي فرقها تعد السبب الرئيسي وراء بيع هذا المبلغ الضخم كونها تمثل معا القوة الضاربة للدوري الانجليزي وانه لولا قدرتها علي المنافسة معا علي درع البطولة ما كان يمكن ان يتم تسويق المسابقة خارج الحدود وجعلها الاقوي الافضل علي مستوي العالم. وامام هذه الحقائق استسلمت رابطة الاندية الانجليزي لوجهة نظر اندية القمة ال 6 واتخذ القرار بأن تحصل علي النصيب الاكبر من حصيلة ال "6" مليارات دولار.. واري ان هذا القرار هو عين الصواب كونه يسهم في دعم هذه الاندية لتحفاظ علي قدرتها في اعطاء الوجه المشرق والممتع للكرة الانجليزي من خلال الابقاء علي نجومها الكبار ودعم صفوف فرقها بافضل نجوم اللعبة في العالم وهو ما يمثل الضمان الاول ليستمر هذا الدوري علي قمة دوريات العالم وافضلها علي الاطلاق بلا جدال ففي المانيا وايطاليا يحتكر كل من البايرن اليوفيتونس درع الدوري منذ خمس سنوات.. وست سنوات والصراع في اسبانيا تعلم جماهير الكرة في العالم ان الدرع سوف يفوز به النادي الملكي او البرسا وبالتالي فلا جديد هذه البلدان ونحن في مصر نعلم ان درع الدوري اما للأهلي او الزمالك وهذا الواقع يقلل بالطبع من مظاهر المتعة والترقب والاثارة والمستوي الرفيع وكثرة مباريات القمة مثلما هو واقع الدوري الانجليزي.