منذ 55 عاما صدر أول عدد من جريدة "المساء" في يوم السبت الموافق 6 أكتوبر عام 1956 غرة ربيع الأول عام 1276 هجرية - 26 توت عام 1673 برئاسة خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو عام .1952 لقد كان صدور جريدة "المساء" في ذلك الوقت تأكيدا لحق الشعب المصري في الديمقراطية التي غابت عنه طويلا والتي كان يطالب بها ويصر عليها خالد محيي الدين اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والسلامة. كان العدد الأول من جريدة "المساء" مكونا من 8 صفحات فقط وثمنه عشرة مليمات وصدر من دار المساء بشارع الصحافة بالقاهرة وشارك في اصدار "المساء" اثنان من كبار الصحفيين كل من المرحوم محمد عبدالقادر حمزة وسعد التاته مديري تحرير الجريدة. ولقد اهتم "المساء" منذ اليوم الأول لصدوره بالرياضة والحوادث والقضايا والعمال والتحقيقات الصحفية فقد تم تخصيص صفحة كاملة للرياضة ونجح عبدالمجيد نعمان رئيس القسم الرياضي بالمساء وقتئذ بتنظيم مسابقات في الكرة الشراب بين الاحياء في القاهرة وبعض المحافظات.. في الوقت الذي كانت الصحف التي كانت تصدر في ذلك اليوم لا ينشر بها سوي اخبار الرياضة علي عمودين أو ثلاثة علي اكثر تقدير. كما اهتم "المساء" بالحوادث والقضايا وتم تخصيص صفحة كاملة للحوادث والقضايا وكانت من انجح الصفحات في الصحف المصرية وقتئذ وكان الفضل في نجاح هذه الصفحة للمرحوم بكر درويش احسن محرر حوادث وقضايا في عصره وهو الذي استقال من عمله كصحفي بالأهرام ليلتحق بجريدة "المساء". كما اهتم "المساء" بأخبار العمل والعمال ونجح المرحوم ابراهيم عبداللطيف في عمل ملحق اسبوعي للعمال والحقيقة المؤكدة ان المساء نجح في تعبئة الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته لمواجهة العدوان الذي كان متوقعا ضد مصر من جانب الدول الاستعمارية وبالذات بريطانيا وفرنسا بسبب اعلان الرئيس جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس. وكما توقع "المساء" فقد وقع العدوان الثلاثي ضد مصر في شهر نوفمبر عام 1956 من جانب كل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل. لقد كان العدد الأول من جريدة "المساء" شيء مشرف حقا فقد كان مانشيت الجريدة يقول: دالاس يهاجم مصر.. اتهام مصر بفرض سيطرتها علي الدول. وجاء في المانشيت: قال اليوم جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكية ان مصر اخذت علي نفسها ادارة القناة بأسلوب يدل علي انها تريد ان تثبت عظمتها وان تفرض الجزية علي الدول الأخري لها وقد ادلي دالاس بهذا التصريح في خطابه له في كلية دليامستور. وقال وزير الخارجية الأمريكية ان مسألة القناة تعد مثلا عمليا علي الصلة الوثيقة بين السلام والعدالة بالإضافة إلي العديد من الموضوعات والمتابعات. ويكفي "المساء" فخرا انها اجرت في عددها الثاني يوم 7 أكتوبر عام 1956 حديثا اجراه رئيس التحرير خالد محيي الدين مع الرئيس جمال عبدالناصر وقد كان حوارا شاملا تناول كل ابعاد هيئة تأميم القناة ودور الأممالمتحدة في مواجهة الاستعمار. ولقد ساهم عدد كبير من كبار وشباب الصحفيين والكتاب الكبار في ذلك الوقت في تحرير "المساء" اذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر محمد الحامولي رئيس القسم الخارجي والدكتور عبدالعظيم أنيس وكيل وزارة المالية سابقا وعمل مشرفا علي القسم الخارجي بالمساء وعاونه في ذلك فيليب جلاب وليلي الجبالي واميمة ابوالنصر وعلي الشلقاني والذي تم تعيينه بعد ذلك مستشارا سياسيا للرئيس الجزائري احمد بن بيلا وفاروق القاضي الذي اصبح مستشارا سياسيا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشارك في قسم التحقيقات بالمساء كل من عبدالمنعم سري الدين رئيسا للقسم وشفيق خالد واحمد المنشليني ووجيه رياض. وعمل في سكرتارية التحرير عاشور عليش ومن بين الزملاء كل من سعاد الدمهوجي وحسنة حنفي ومحمود شكري ولفيف من الصحفيين الذين لمعت اسماؤهم في بلاط صاحبة الجلالة.