أنفقت قطر مئات الملايين من الدولارات لشراء أصوات أعضاء منظمة اليونسكو لإنجاح مرشحها حمد الكواري ليفوز بمنصب مدير المنظمة.. وكانت تظن أن ألاعيبها تضمن لها هذا الفوز علي غرار ما حدث بحصولها علي تنظيم كأس العالم عام ..2022 لكن كان هناك فرق. فالمرتشون في كأس العالم كانوا عدة أفراد لا يزيدون علي أصابع اليد الواحدة لكن في اليونسكو بلغ مقدارهم 58 فرداً.. وقد حصد مندوب قطر أعلي الأصوات برشوة الكثيرين منهم حتي وصل للمرحلة الأخيرة لتتم التصفية مع مرشحة فرنسا التي فازت بثلاثين صوتاً مقابل 28 لمرشح الدوحة. هنا يبدو أن المرتشين الذين أرادوا تزييف الحقائق وليعتلي مرشح قطر هذا المنصب الرفيع دون سند وتاريخ له ولبلاده التي هي في حجم عقلة الإصبع انحصروا في العدد 28 صوتاً في الوقت الذي تراجع منهم الكثيرون وأعطوا صوتهم لمرشحة فرنسا ذات التاريخ الثقافي والإنساني ليحق الله الحق ويبطل الباطل. بعد خروج مرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب أعلنت القاهرة أنها ستساند مرشحة فرنسا وتقف بجانبها.. وفعلاً تحقق ذلك واعتلت أودري أزولاي ذلك المنصب الدولي الثقافي الرفيع وحرمت الكواري مرشح قطر منه حتي يعلم هو وتعلم دولته أنه ليس كل شيء يشتري بالمال!! وأن الأقزام يجب أن يدركوا حجمهم ويقفوا عنده ولا يتطاولون علي الدول ذات التاريخ والمكانة الثقافية والحضارية. السفيرة مشيرة خطاب خاضت انتخابات اليونسكو بشرف تشهد لها ثقافتها وتاريخ بلادها العريق في الوقت الذي لجأت فيه قطر لاستخدام أموالها لشراء الأصوات لصالح مرشحها. قال أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب تعليقاً علي هذه الانتخابات إن لدينا تحفظاً شديداً علي منظمة عالمية كبري بأن يستخدم المال القذر في الانتخابات علي مرأي ومسمع من العالم برغم أن نفس الدولة لها فضيحة كبري سابقة في مونديال 2022 التي يتم التحقيق فيها الآن مع جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق. بالفعل.. كيف لمرشح قطر أن يستحوذ علي كل هذه الأصوات وهو ولا دولته لا يمثلان سوي "صفر" علي مستوي المجتمع الدولي المليء بحضارات وثقافات راقية ضاربة في أعماق التاريخ. تخيلوا قطر ذات المليوني نسمة والتي تحتل بقعة صغيرة لا يتعدي حجمها أي حي صغير في القاهرة وعمرها 70 عاماً فقط تنافس بلداً كالصين ذات الحضارة والتاريخ القديم و2 مليار نسمة وهي ثالث أقوي دولة في العالم. تخيلوا معي أيضاً قطر في المراحل الأولي للتصويت تتغلب علي منافسيها من مصر وفرنسا وفيتنام ولبنان وغيرها؟! هل يعني أن قطر التي حباها الله بنعمة البترول.. ففرطت فيه وبعثرته يميناً وشمالاً وأصبح تاريخها يرتبط بالإرهاب وتعادي جيرانها من العرب. نحن نتساءل وكلنا مصدومون عن مندوب عمان وهي دولة لها حضارتها القديمة ويحظي شعبها وسلطانها الشيخ قابوس بن سعيد بحب جميع العرب.. كيف يشجع مندوبها في اليونسكو أيضاً قطر ويتخلي عن صداقة المصريين؟! نعم.. أيها السفيرة مشيرة خطاب.. لقد خضت انتخابات اليونسكو بشرف وبخلفية دبلوماسية وثقافية عريقة.. وكنت سترفعين من شأن هذه المنظمة الدولية عالياً.. ولذلك احترمك كل من تابع هذه المعركة علي مستوي العالم.. واستحققت شكر وزارة الخارجية علي هذا الأداء الرفيع.. وكفاك هذا شرفاً عظيماً.