شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الندوة التثقيفية التي تنظمها إدارة الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة بمركز المؤتمرات والمعارض الدولية الجديد بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة وذلك بمناسبة ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة. حضر الندوة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة والسيدة جيهان السادات حرم الرئيس الرحل محمد أنور السادات وعدد من كبار رجال الدولة. بدأت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القاريء الشيخ أحمد تميم المراغي. وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن امكانات مركز المؤتمرات والمعارض الدولية الجديد "المنارة" الذي أقيم علي مساحة 70 ألف متر مربع في القاهرة الجديدة ويضم مسرحا يستوعب 1670 مشاهدا علي مساحة 5 آلاف متر مربع مزود بجميع الامكانات من غرف الاخراج والمونتاج بالاضافة إلي قاعة المائدة المستديرة المزودة بأحدث وسائل الصوت والصورة والترجمة الفورية والدوائر التليفزيونية المغلقة.. كما يضم المركز قاعة للمؤتمرات مقامة علي مساحة 900 متر مربع وتستوعب 219 مشاركا ويعقد فيها المؤتمرات للأغراض كافة ولجميع الفئات والأطياف وقاعة السينما الكبري المقامة علي مساحة 900 متر مربع وتتسع لنحو 474 مشاهدا بأحدث نظم العرض السينمائي ثلاثي الأبعاد.. كما توجد منطقة للعرض المكشوف لاقامة المعارض. أكدت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات أنه في تاريخ الشعوب دقائق تسري في القلوب وتتحول إلي ذكريات تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل لأنها ليست فقط أحداثاً كبري ولكنها تتحول إلي جزء من تاريخ الشعوب وذاكرة الوطن. أضافت أن انتصار أكتوبر من أجمل الذكريات في حياة المصريين وحياتي ليس فقط لأنني عشت كل لحظة كزوجة لأنور السادات صاحب هذا القرار الشجاع ولكنني كامرأة مصرية عشت مع صناع هذا النصر من رجال القوات المسلحة وقد رأيت بعيني الأبطال وهم يسطرون بدمائهم الزكية أجمل قصص الوفاء لهذا الوطن. قالت: لن ننسي أن هذا النصر.. كان ملحمة في تاريخ الأمة وجاء بعد محنة قاسية بسبب نكسة 67 وتصور العالم أن العرب لن تقوم لهم قائمة لا أدعي أنني عرفت سرا من أسرار الحرب أو توقيته ولكنني كزوجة كنت أشعر بحالة القلق التي تبدو في حياة صاحب قرار الحرب ولم أكن أعلم انه يكتب صفحة من أعظم صفحات تاريخ هذا الشعب ويعد إنجازا يتحدث عنه العالم أجمع وكان قرار الحرب شجاعاً من زعيم عظيم.. اختارته الأقدار في مهمة مقدسة حتي يحرر الأرض ويعيد الكرامة وينقذ الأمة من عار الهزيمة. أكدت أن الرئيس الراحل أنور السادات لم يصنع هذا الإنجاز وحده.. لكن جيش مصر العظيم هو من سطر هذه الملحمة وجعل منها حديث العالم كله. حيث خطط قادته وضحي رجاله وعبرت قواته بكل الصبر والنبل والبسالة والشجاعة وسوف يتحدث التاريخ دائما عن عبقرية هذا الجيش وإذا كان جمال حمدان قد تحدث عن عبقرية الوطن فإن انتصار أكتوبر سيظل يحكي عبقرية الجيش المصري. أضافت انه في كل عام نسترجع ذكريات هذا العبور وهذا النصر ونتذكر دماء الشهداء التي طهرت أرض سيناء وكان حلم "السادات" الذي لم يتخل عنه هو تحرير الأرض وكان دائما يقول: "نفسي أعيش وأشوف 25 أبريل واستلم سيناء واستخدم كل الأساليب حرباً وسلاماً" ولم يتردد في أن يحمل قلبه علي يده ويذهب إلي عدو في عقر داره مقاتلا بالسلام ومدافعا عن الأرض.. إن حروب السلام لا تقل أبدا عن معارك الدماء لأنها في النهاية تسعي إلي عالم أفضل. أشارت إلي أن المعركة التي يخوضها الآن جيش مصر العظيم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. معركة أخري لتطهير سيناء من الإرهاب.. معربة عن سعادتها بأن تكون بين القادة والأبناء من القوات المسلحة.. وأشارت إلي أنها عاشت كأم مصرية أجمل أيامها مع الجرحي والمقاتلين في لحظة انتصار لا تنسي.. مؤكدة أن دور المرأة المصرية عظيم خلال الحرب من خلال خدمتها للمصابين. وكل أم اعتبرت كل جندي ابناً لها تفخر وتعتز به. لأنه ضحي بنفسه ليحمي مصر.. داعية الله أن تحيا مصر قيادة وشعباً وجيشاً صانعاً للأمجاد. تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "الشعب هو البطل".. ويتناول دور الشعب المصري عبر التاريخ في بناء القوات المسلحة للدفاع عن أرضه ومكتسباته. وذلك بمشاركة عدد كبير من الفنانين المصريين. تناول الفيلم الحقب الزمنية التي مرت بها مصر منذ بدء الحقبة الفرعونية.. تكوين أول جيش نظامي في التاريخ وصناعة السفن والأسلحة الحربية. ثم حقبة الثورة العرابية. وثورة 52 والرؤية الواحدة للشعب والجيش ثم حقبة العدوان الثلاثي. وصمود الجيش والشعب في مواجهة الحروب ورفض الشعب لتنحي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والإصرار علي الحرب حتي الانتصار في 1973. وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أمام الجيش المصري. كما تناول الفيلم استكمال المسيرة بإعادة افتتاح الرئيس الراحل السادات لقناة السويس. وحرصه علي إكمال مسيرة التنمية. وفي 25 يناير 2011 نزل الجيش لتأييد الشعب ومطالبه وحمايته. وفي 30 يونيو 2013 استرد الجيش والشعب ما تم الاستيلاء عليه من قبل الإخوان. سرد اللواء محمود جلال مروان قائد الكتيبة 361 مشاة ميكانيكي - التي أسرت القائد الإسرائيلي عساف ياجوري - بطولات بعض جنوب وضباط أفراد كتيبته وغيرهم التي وصفها بأنها لا يمكن نسيانها أبداً. خلال حرب أكتوبر المجيدة. قال إنه علي رأس البطولات التي لا يمكن نسيانها بطولة الجندي محمد عبدالحميد تميم من محافظة الدقهلية وهو يحمل "آر بي جي" حيث دمر 3 دبابات إسرائيلية في 7 دقائق فقط. وبطولة 4 جنود كانوا مكلفين بربط كوبري المشاةج لعبور القوات حيث استشهد جنديان وقام الآخران رغم إصابتهما البالغة والنزيف الشديد بتنفيذ المهمة كاملة. اختتم اللواء محمود جلال مروان حديثه قائلاً: دعوت الله كثيراً أن أكون من الشهداء. لكن شاءت إرادة الله أن يخص بها نجلي مقدم شرطة أحمد محمود جلال مروان الذي استشهد في العريش عام 2013.. موجهاً التحية والتقدير والدعوات للرئيس عبدالفتاح السيسي ولرجال القوات المسلحة والشرطة بالتوفيق والنصر في حربهم ضد الإرهاب. وعقب ذلك.. تم عرض بعض من الأبيات الشعرية التي سجلها الشهيد العقيد أحمد منسي عن مصر وشجاعة وبسالة الجيش المصري.. وقد حضر حمزة أحمد منسي نجل الشهيد مرتدياً الزي العسكري وملوحاً بعلامة النصر.. وأشادت منار محمد سليم قرينة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد منسي بإنسانية الشهيد وتعاونه مع الغريب والقريب.. مشددة علي أن فكرة إهانة بلده كانت مرفوضة تماماً لديه.. وأشارت إلي أنه كتب عن مصر قائلاً: "شجرة أنتي يا مصر من عمر التاريخ.. أعلم أنك فانية. فلا شيء باق. ولكنك ستفنين عندما يفني التاريخ". أعربت عن حبه للأخوة الأقباط وعلاقته الودودة بهم.. مشيرة إلي أنه كان حزيناً أثناء تفجير بعض الكنائس وكتب علي صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "ده دينك يالي ما تعرفش دينك".. واستشهد بالحديث الشريف "استوصوا بأقباط مصر خيراً فإن لهم ذمة ورحماً". أوضحت أن الشهيد غرس في نجله "حمزة" علاقته بالله وحبه الشديد لوطنه.. لافتة أن الشهيد كان يحارب بالفكر وليس السلاح فقط.. وأشادت بأنه خلال وجود عبوات ناسفة كان يتقدم الجنود والمدرعات سيراً علي الأقدام فداء لهم. أشارت إلي أنه أوصي قبل شهادته بألا يغسل أو يكفن. وأن يدفن بملابسه وكان علي يقين أن الله سيختاره شهيداً. تم عرض فيديو يوضح كيفية الهجوم علي العناصر الإرهابية التي تستهدف الأكمنة التابعة لعناصر القوات المسلحة. بالإضافة إلي التدريبات التي تلقاها الجنود والتي تشمل استخدام الأسلحة والدبابات وكيفية قيادتها ودوريات التمشيط ثم قدم طفل أغنية في حب مصر. وتم الانتهاء من الجزء الأول من الندوة.