يري الكثيرون ان الحديث عن الفتاوي المتطرفة والشاذة اصبح كلاماً مستهلكاً ولا جديد فيه .. وهذا صحيح بل انه ايضاً اصبح مادة خصبة لبعض الفضائيات لاشعال المجتمع اكثر بحجة النقد وماهو بنقد ولا يمت له بأية صلة .. الأمر يجب ان يتجاوز "المكلمة" الي اجراء فاعل وحاسم لتنظيم الفتوي التي يتعمد البعض عدم تنظيمها والابقاء علي وضعها الحالي .. ان تبقي "سداح.. مداح" وسبيلاً لكل من هب ودب وله غرض خبيث . هذا البعض المُغرض يعلم جيداً ان الفتوي سلاح فتاك يمكن به اسالة دماء وتشكيل عقائد شاذة وهدم مجتمعات يستعصي علي الأسلحة العسكرية هدمها وذلك نظراً لتغلغل الدين في وجدان شعوبنا.. وهذا البعض المُغرض يدرك ايضاً ان تنظيم الفتوي سيحول دون وصول "صوت الضلال والهدم" الي البسطاء ومحدودي الثقافة وهم الفئة المستهدفة الأكثر عدداً في مجتمعنا . المسلم البسيط محدود أو منعدم الثقافة عندما يسمع شيخاً دعياً يقول له "قال رسول الله.." فانه يصدق هرتلاته مهما كانت.. فمابالك عندما يسبق هذا الدعي كلامه بالتأكيد علي ان السنة النبوية تنسخ القرآن وانها الأولي بالتصديق والعمل بها من كتاب الله..؟؟ لقد تصاعدت نبرة الفتاوي الشاذة التي اصدرها الاخوان والسلفيون طوال السنوات الست الماضية بشكل ينذر بخطر داهم في الوقت الذي لا نري اية مواجهة صادقة وصارمة لهذا الفكر المتطرف الشاذ اللهم الا كلمات للاستهلاك المحلي : أفتوا بتحريم تحية العلم أو الوقوف للسلام الوطني أو الوقوف حداداً علي ارواح الشهداء.. ولم يتم محاكمة هؤلاء بتهمة اهانة مصر وازدراء شهدائها. * أفتوا بتحريم تهنئة الأقباط أو تعزيتهم أو حضور احتفالاتهم بزعم انهم كفرة.. ولأنهم كفرة من وجهة نظرهم جاز قتلهم.. ومع ذلك لم يحاكم من افتي بتكفيرهم وبالتالي قتلهم. * أفتوا بجواز معاشرة الرجل لزوجته الميتة فيما يسمي "نكاح الوداع".. الجنس هو شغلهم الشاغل.. فمن جواز الزواج بطفلة 12 سنة الي الترويج لتعدد الزوجات "لأنها سنة" إلي نكاح الجهاد وانتهاء بضرب كرسي في الكلوب بتعبير نكاح الوداع.. مع ان الموت يلغي بالتبعية وفوراً عقد الزواج ويصبح الزوجان غريبين عن بعضهما واي جماع هنا يعتبر "زنا" انتهك فيه ستر الموت.. أي نفس شاذة تفعل هذا..؟؟!! ولم يحاكم من افتي بذلك. * أفتوا بجواز معاشرة البهائم.. ألهذه الدرجة وصل التخلف والسفه والعته والضلال؟؟.. ومع هذا لم يحاكم من افتي بذلك أو اتخذ أي إجراء تجاه الكتب المروجة لتلك الفتوي المقززة. * أفتوا بجواز تأجير الرحم.. رغم ان كل العلماء اجمعوا علي تحريم ذلك.. ولم يحاكم من افتي بتحويل الأرحام الي سلع. * أفتوا بجواز اكل لحم "الجان"..!!! وليقل لي "الأهبل" الذي افتي بهذا.. كيف سيحصل الانسان علي لحم الجان.. اين سنجده بالضبط.. في محل جزارة أم سوبرماركت مثلاً ام في دكاكين الدجل والشعوذة والنصب والاحتيال باسم الدين؟؟.. ولم يحاكم من افتي بهذه الهرتلة. * أفتوا بضرورة عودة "الرق" ..!!ليه يا معاتيه؟؟.. والرد : علاج للعزوبية والفقر ..!! شفتم العبقرية الظلامية؟؟.. ومع هذا لم يحاكم من يريد بنا العودة للجاهلية. * ثم جاء إمامهم وأفتي بأن السنة التي نقلها بشر بعد 200 سنة من وفاة الرسول تنسخ القرآن واذا تعارض القرآن مع الحديث فان الحديث اولي ..!! كلام في منتهي الخطورة يريد به هذا الدعي الذي مازال يعتلي منبر رسول الله ان ينسف القرآن ولا يُعتد به اذا تعارض مع اي فتوي شاذة يطلقها هو أو احد من اتباعه لهدم الدين والمجتمع.. تصوروا.. هذا وامثاله يريدون اقناعنا بأن ابن تيميه وعبد الوهاب والبخاري ومسلم وغيرهم اصدق واكثر علماً من الله سبحانه وتعالي ويعتد بكلامهم عن كلام المولي.. أليست مسخرة المساخر؟؟.. ومع ذلك لم يحاكم هذا الدعي. انني اطلق "نوبة صحيان" لكل مؤسسات واجهزة الدولة.. فالأمر جد خطير والهجمة شرسة.. كفانا "نوماً في العسل" وهؤلاء كل يوم يحطمون جزءاً من قواعد الدين.. كفاكم كلاماً اجوف.. تنظيم الفتوي لن يكون بالتصريحات التي لا تتجاوز الحناجر وتكون للاستهلاك المحلي ولكن بقانون ملزم وعقوبات مشددة.. وهذه مسئولية البرلمان.. يجب ان يكون اول قانون يتم اقراره في بداية دور الانعقاد الثالث هو قانون تنظيم الفتوي الذي بُحت اصواتنا لكي يخرج للنور وهناك من يمنع صدوره.. يجب ان يحدد القانون علي وجه الحصر الجهات المخول لها الفتوي وان يحاكم كل من يخرج علي هذا القانون امام "الجنايات" وليس الجنح وتكون العقوبة هي الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة واذا تسببت الفتوي الشاذة في موت احد تكون العقوبة هي الاعدام.. مع ضرورة غربلة مناهج الأزهر وحذف التراث الشاذ منها أو الذي اصبح لا يساير زماننا. هنا فقط نستطيع تنظيم الفتوي.. لكن المكلمة التي نحن فيها لن ينتج عنها سوي الضياع حفظ الله مصر وشعبها.