إرهاصات الثورة. وشهداء ما قبل الثورة. هم هؤلاء الذين قالوا لا للظلم والقهر والفقر والفساد. والاحتلال.. قالوا لا بصيغ مختلفة. قولاً واضحاً عبر الأحاديث واللقاءات والتجمعات. أو قالوها عبر الفنون. في المسرح والسينما والفن التشكيلي. وعبر الأدب في الشعر والقصة والرواية. فكان أمل دنقل ونزار قباني. ومحمد مهران السيد. ومحمد عفيفي مطر. في قلب ميدان التحرير. في قلوب صفوة الشباب الثائر المثقف. الرافض للظلم والقهر وللعجز. والذين فتحوا كوة للضوء. فخرجت الجماهير المتعطشة للحرية وحطمت قيد الخوف. فالثائر يلفت القوي الداخلية والوعي إلي طريق التحرر. والتي تنشرها بدورها في القوي الشعبية التي تتلمس طريقاً للخلاص.... استقرت في عقول وقلوب شباب الثورة. الانتقادات الحادة من نزار للخمول العربي وللحكام العرب. وأوقد محمد مهران السيد في طائر الشمس نزق الثورة. وتوق الروح إلي الحرية. وألقي عفيفي مطر مسئولية الأرض والكرامة علي الإنسان. حتي وإن طار عالياً لينظر إليها نظرة جانبية. فهي منه وهو منها. زمن ينسي لاءات وصرخات أمل دنقل في لا تصالح وغيرها. وألا يبيع العربي سيفه أو أخاه بكنوز الأرض... هذه الاسماء النماذج. تمثل رافداً من روافد الثورة وجذوة من وقودها. وهذه الاسماء لم تستفد من الثورة. واستفاد منها من ساروا في الاتجاهين. وسجلوا اسماءهم هنا وهناك. من رأس تحرير صحيفة مقابل اعترافه علي زملاء المعتقل. ومن تزوج مذيعة وأعطي البرامج التليفزيونية. ومن غني ورقص لكل العهود. ومن كان بين بين لا إلي هؤلاء ولا هؤلاء... ومن لم يتقدم الصفوف الآن. فهو مازال علي كرسيه الموروث. ولكن بوجه آخر. أو باحث - في الخفاء - عن دور جديد.... أذكر هذا. وأنا أبحث عن مخرج لكتابي "عربان الليل" المتحفظ عليه بسلسلة أصوات دينية. منذ عشر سنوات. رغم إجازته عام 2006. ورغم كتابة أحد الشعراء الصحفيين - في المساء - متعجباً من عدم نشره. والكتاب مجموعة قصص. إحداها تصور الملك الطاغية يسأل وزراءه المنافقين عن شعبه. لماذا هم يزحفون؟ فيجيب الوزراء "من كثرة الشبع". بينما هم يزحفون من شدة الجوع. وقصة تصور كيف تسلل الصهاينة إلي فلسطين واحتلوها.. أقول هذا لنري كيف كان الحريصون علي النظام الفاسد لا ينشرون مثل هذه الأعمال. وكيف أنهم مازالوا في أماكنهم يحافظون. وأقول لنفسي مهدئا.. ربما هم يعرفون أكثر وأن هذه الأعمال ستكون الإرهاصة لثورة جديدة.