يحتوي الكون حسب أقرب التقديرات علي 2 تريليون مجرة يتبعها بلايين النجوم.. تمثل الشمس أحد النجوم الصغيرة مقارنة بالنجوم الأخري في هذا الكون الفسيح. ويزداد الكون غموضاً حيث اكتشف علماء الفلك حديثا بقدر تلسكوباتهم أن هناك العديد من النجوم تدور في أفلاكها كواكب كثيرة الغرابة منها كوكب جليدي بلغت درجة برودته 220 درجة تحت الصفر ولكي نصل إلي هذا الكوكب تستغرق الرحلة 13 ألف سنة باستخدام سفينة فضائية تسير بسرعة الضوء 300 ألف كم/ثانية وهي سفينة لم يستطع الإنسان اختراعها حيث إن أسرع سفينة صنعها الإنسان حالياً تبلغ سرعتها 580 ألف كم/ساعة مما يستحيل معه الوصول إلي هذا الكوكب البعيد.. وعلي النقيض اكتشف العلماء كوكبا يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم المُشتري وتبلغ درجة حرارته 4315 درجة مئوية. يبعد هذا الكوكب عن الأرض مسافة 14 مليون ضعف المسافة بين الأرض والشمس. كما اكتشف العلماء كوكبا مائيا يبعد عن الأرض تريليونات الكيلومترات بلغت كمية الماء فيه 200 مرة قدر كمية الماء علي الأرض ويقدرون عمق المحيط في هذا الكوكب حوالي 1600 كيلو متر مقارنة بأعمق محيطات الأرض التي بلغت 11 كيلو مترا والتي لم يتمكن العلماء حاليا من اكتشاف سوي 5 % من مخلوقات هذه المحيطات. ويتصور العلماء كم من الوحوش والمخلوقات العملاقة يمكن أن تقطن هذا الكوكب الغامض.. وعلي بعد 253 مليون مرة قدر المسافة بين الأرض والشمس يوجد الكوكب الماسي الذي بلغت قوة جذبه لدرجة كبيرة جداً تمكنت من تحويل جسمه الكربوني بالكامل إلي ماس.. وعلي بعد 630 مليون ضعف المسافة بين الشمس والأرض يوجد كوكب سطحه مغطي بمحيطات من الحمم البركانية الغنية بعنصر الحديد تبلغ حرارتها حوالي 1400 درجة مئوية.. وعلي بعد مسافة تصل 4 ملايين ضعف المسافة بين الشمس والأرض يوجد كوكب السليكا الذي تمطر سماؤه رملا وليس ماء. إن هذه النافذة من الاكتسافات تؤكد أننا لا نمثل إلا جزءا ضئيلا في كون هائل لم يستطع العلماء أن يجوبوا إلا داخل تلك المجرة التي تقع أرضنا علي أطرافها . ولم تتمكن أدوات الرصد الحالية من اكتشاف أبعد من ذلك . ثم ما يزيد الأمر عجبا أن تجد الملحدين يرون أن كل هذا قد أوجد نفسه بالتلقائية من قبيل الصدفة . فأي عقل هذا يفكر به الملحدون وليقنعوا غيرهم بصحة معتقداتهم.. إذا كانت الأرض جزءا ضئيلا في هذا الكون مُهدت لكي تكون الكوكب الوحيد الذي تنشأ عليه الحياة وسط عدد من الكواكب ضمن نظام شمسي مازال غامضاً.. إن كل هذا يؤكد أن هذا الكون مخلوق بقدر وليس عبثيا أو مصادفة كما يزعم الملحدون.. وهنا يطرح السؤال نفسه لماذا خلق الله هذا الكون المتسع؟ لتكون الإجابة في قوله تعالي عن وصف المؤمنين "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًاپوَقُعُودًا وَعَلَي جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَاب َالنَّار" إن الاستفهام موجه الآن إلي الملحدين هل من الممكن أن يكون هذا الكون عبثا أم بيد خالق له في خلقه شئون؟. أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس [email protected]