أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس ثقته في أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتفهم ان مصلحة الأمريكان تتمثل في البقاء في اتفاق باريس لمكافحة الاحتباس الحراري. قال ماكرون- في تصريح له علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة غداة لقائه بترامب- "أعرب عن أسفي تجاه القرار الأمريكي ولكني سأواصل الحوار مع الرئيس ترامب لاقتناعي انه سيتفهم في النهاية ان مصلحة الأمريكان في البقاء في اتفاق باريس" ولفت ماكرون الي أن الأعاصير التي تضرب منطقة الكاريبي هي نتاج للاحتباس الحراري. مشدداً أنه لن يقدم أي تنازلات في توازنات اتفاق باريس للمناخ الذي أعلنت الولاياتالمتحدة انسحابها منه. كما أشار إلي أن القمة الدولية التي يعتزم تنظيمها في 12 ديسمبر المقبل لتقييم التقدم المحرز في اطار اتفاق باريس حول المناخ وحشد التمويلات اللازمة لتنفيذه. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الي تعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة لحماية الصحفيين في العالم في إطار حماية الصحفيين من المخاطر التي يتعرضون لها خلال عملهم. وشدد الرئيس ماكرون في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. علي ان حرية التعبير هي معركة الساعة ولا تقل أهمية عن غيرها. داعياً إلي حماية من يفكرون ويعبرون لحماية حرية الصحافة. ولفت إلي أن التصدي للإرهاب وتشنج عالمنا لا يمكن لهما ان يبررا تقويض هذه الحرية. أكد الرئيس الفرنسي ان الشعب السوري عاني بالدرجة الكافية من المعاناة خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية. مشدداً علي ضرورة إيجاد حل سياسي عادل للأزمة السورية. وحمل ماكرون المجتمع الدولي التأخر في إيجاد حل لهذه الأزمة الدولية الإنسانية. مؤكداً ان فرنسا ستساعد المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل سياسي للأزمة الراهنة. ولفت إلي أنه لا سبيل إلا الحل السياسي العادل للأزمة السورية مؤكداً ان الحل العسكري لن يحقق الحل الحقيقي للشعب السوري وأشار إلي أن مكافحة الإرهاب أساس بالنسبة لفرنسا وهو أساس مشاركتها في الائتلاف الدولي في سوريا والعراق. مؤكداً ان محاربة الإرهاب مسئولية دولية من أجل انقاذ الشعوب. أشار الرئيس الفرنسي إلي أن الإرهاب الجهادي لم تأمن منه أي قارة ولم يأمن منه أي مواطن كان بغض النظر عن دينه وعلينا الاتحاد وان نجعل من أمننا أولوياتنا الأولي. وقال ماكرون إن فرنسا تسعي لمنع استخدام الإرهابيين الانترنت. مضيفاً ان الكفاح ضد الإرهاب عسكري ودبلوماسي وفي أفريقيا وفي آسيا. وتابع ان التحدي الذي يمثل أمامنا هو استئصال الإرهاب. ومن ثم تعزيز القدرات الوطنية لتتمكن الدول من تولي أمنها بنفسها. ولم نفلح في مهمتنا المشتركة ان لم تتمكن البلدان المعنية في المقام الأول من تولي مسئولياتها بنفسها. قائلاً إنه لا شك أن العمل العسكري لا يمكن قط أن يكون الرد الأمثل. ولفت الرئيس الفرنسي إلي أن اللاجئين والمهاجرين أصبحوا الآن وللأسف رمزاً لعصرنا علي خلفية الاضطهاد الذي يعاني منها الروهينجا والذي بلغ عدد اللاجئين منهم ما يزيد علي 400 ألف وغالبيتهم من الأطفال. ولابد ان تكف العمليات العسكرية ولابد من السماح بوصول مساعدات إنسانية. أضاف الرئيس الفرنسي ان حماية اللاجئين واجب أخلاقي وسياسي. مؤكداً ان فرنسا قررت ان تؤدي دورها كاملاً من خلال دعم المفوضية السامي للاجئين بفتح سبل إعادة التوطين القانونية بالمناطق القريبة من الصراع في لبنان والأردن وتركيا والنيجر وتشاد وأيضاً الدفاع عن حق اللجوء واحترام اتفاقية جنيف. وأضاف ماكرون أنه في 28 أغسطس الماضي في باريس اجتمع مع قادة أفريقيين وأوروبيين المعنيين بقضايا الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر الأحمر المتوسط. مشيراً إلي أنه تم اعتماد خلال هذه الاجتماعات خارطة الطريق بالتصدي للمهربين الذين يتاجرون بالبؤس مطالباً بوضع حد للانتهاكات للحقوق الأساسية من خلال اعتماد بنية تحتية إنسانية مع المفوضية السامية للاجئين ومنظمة الهجرة الدولية من خلال مساعدة بلدان المنشأ والعبور علي التحكم لمواجهة الهجرة غير الشرعية. أكد ماكرون انه بدون التنمية في البلاد فان الأمن وهم قائلاً إن فرنسا قررت أن تؤدي دورها كاملاً من خلال تحديد وتكريس 55% من اجمالي الناتج الوطني للمساعدة العامة وللتنمية علي مدار 5 أعوام.