المهازل التي شهدها مهرجان ما يسمي بالسينما الأفروآسيوية في شرم الشيخ وأفاضت الصحف في نشرها وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وقائعها. لا يجب أن تمر مرور الكرام. كما لا يجب السماح لمثلها أن يتكرر. فوضي إقامة مهرجانات. أياً كان نوعها. دون أن تتوافر لمنظميها الأهلية الكاملة لتنظيمها. ودون أن تتوافر لهذه المهرجانات كل مقومات النجاح. يجب أن تتوقف. لابد أن تكون هناك جهة مسئولة عن الترخيص بإقامة مهرجان. وألا تصدر هذا الترخيص إلا إذا تقدم إليها منظموه بكل البيانات الموثقة التي تثبت أهليتهم لتنظيمه. فضلاً عن كل التفاصيل المتعلقة بميزانيته. وضيوفه. ومدته. والتزامات هذه الجهة تجاه كل عناصره. ومتابعة تنفيذ ذلك عملياً. إن نجاح أو فشل أي مهرجان. لا ينسب للجهة المنظمة وحدها. لكنه ينسب في النهاية لمصر ولاسمها. باعتباره أقيم علي أرضها. وحين يكون ضيوف هذا المهرجان. وأعضاء لجان تقييم أعماله والتحكيم فيه بينهم أجانب. فإن أي إساءة تتعلق به. هي إساءة لسمعة مصر الإقليمية والعالمية لا يجب السماح بها. أو التهاون مع من تسبب فيها. والمفترض أن المهرجانات تقام لكي تضيف إلي سمعة الدولة. لا أن تنتقص منها. المهرجان الذي نشرت الصحف مهازله. أقيم برعاية منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي. وهي منظمة تاريخية نشأت في مصر مع اشتعال حركة التحرر الوطني في القارتين الإفريقية والآسيوية خلال الخمسينيات والستينيات. وكان لها دور فاعل في دعم هذه الحركة في ظل رئاسة شخصيات كبيرة لها مثل أحمد حمروش وعبدالرحمن الشرقاوي وغيرهما. ومع كل التقدير لرئيسها الحالي الدكتور حلمي الحديدي وهو شخصية سياسية وطنية ساهم مع إبراهيم شكري في تأسيس حزب العمل. وعين وزيراً للصحة في فترة من الفترات. إلا أن أحداً لا يعرف شيئاً عن دور هذه المنظمة الآن فيما يتعلق بأهدافها. خاصة إفريقيا وآسيا تتعرضان لتحديات هائلة تستحق التضامن في مواجهتها.. من إرهاب بوكوحرام وتنظيم القاعدة في إفريقيا إلي الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا في ميانمار بآسيا. كيف يمكن لمنظمة كهذه أن ننتظر منها دوراً في مواجهة هذه التحديات. وهي تعجز حتي أن تقيم أو ترعي مهرجاناً سينمائياً ناجحاً؟! فلا ميزانية كافية. ولا برنامجاً محترماً للمهرجان. ولا التزاماً بأبسط الواجبات تجاه الضيوف.. بل إلغاءات متعددة لدعوات تم توجيهها. ولفعاليات جري الإعلان عنها. وإهانات للصحفيين والإعلاميين الذين من المفترض أنهم جاءوا لنقل وقائع مهرجان يشرف المنظمة. ويشرف من يقومون عليه ويشرف مصر. إن إقامة المهرجان في شرم الشيخ منطقية باعتبار المدينة تقع في سيناء التي تربط بين قارتي إفريقيا وآسيا. لكنه في نفس الوقت أساء إلي المدينة التي ارتبط اسمها عالمياً بأنجح المؤتمرات والمهرجانات. وجعل منها أيقونة السياحة المصرية في الشمال. مثلما تعتبر الأقصر وأسوان أيقونة السياحة في الجنوب. فوضي المهرجانات يجب أن تتوقف.. كما لا يجب السماح بالمغامرة باسم شرم الشيخ في استضافة مؤتمرات أو مهرجانات غير مضمونة النجاح.