يعرف عن أحمد فتحي نجم منتخب مصر والأهلي أنه يؤدي بجدية ورجولة وصرامة ويلتزم تماماً بواجباته المكلف بها بوعي تكتيكي واضح ويطيع مدربه. كما يعرف عنه اهتمامه بصناعة الأهداف أكثر من تسجيلها. ولكنه في مباراة فريقه مع المصري بنهائي كأس مصر خرج علي المألوف عنه في الدقيقة 117 عندما غامر وتقدم في هجمة لا يفترض أن يكون هو بهذا القرب من منطقة الجزاء البورسعيدية. وعندما تلقي الكرة انطلق واقترب من مرمي أحمد بوسكا وفاجأ الجميع بتسديدة ناعمة من فوق الحارس بكل حرفنة وابداعية وبثبات نفسي يحسد عليه في وقت قاتل ليكون هو صاحب هدف الفوز الثمين. الهدف بالتأكيد فيه توفيق كبير منذ بداية اللعبة.. ولا شئ فيه متوقع.. والأمر برمته اراده ربنا ومشيئته في أن يكون فتحي هو صاحب البصمة الأهم والنهائية السعيدة لجماهيره في هذه المباراة بعد ان كان يعاني كثيراً من هدف سجله بالخطأ رغماً عنه في البطولة العربية أمام الفيصلي الأردني تسبب في خروج الأحمر من البطولة. ولأن أحمد فتحي كان قمة في الالتزام والطاعة والاخلاص للفانلة الحمراء ولفريقه طوال الموسم كافأه الله بهذه النتيجة السعيدة.. وهو بلا جدال يستحق هذه المكافأة. يستحق حسام حسن وبقية رفاقه المخلصين بطاقمه التدريبي بجهاز الكرة بالمصري كل التحية والتقدير فقد صنعوا فريقاً يشار إليه بالبنان وقدموا مباريات كبيرة هذا الموسم بلاعبين أكفاء لم يكن يعرف أحد عنهم شيئاً. ووصل المصري الي نهائي كأس مصر وصموده أمام الأهلي بكل نجومه حتي ما قبل نهاية الوقت الاضافي ببضع دقائق معدودة هو في حد ذاته إنجاز كبير. كاد يكون مذهلاً لو تم التتويج باللقب وعلي البورسعيدية أن يفتخروا بهذا الفريق القوي. وعليهم ان يعرفوا انها البداية وليست النهاية إذا أراد محبو النادي المصري ان يكتب لهم تاريخ كروي محترم والواجب هو الحفاظ علي هذا الجهاز وهذا الفريق مهما كان الثمن. علي الأقل قوامه الأساسي ويجب ان يزداد الطموح لا ان يتوقف.. وفي الحقيقة نري ان وجود ناد شعبي قوي كالمصري والإسماعيلي والاتحاد مع القطبين في صالح الكرة المصرية. وأندية الشركات بالنسبة لي بلا طعم أو لون مثل الكاتشب أو المايونيز يمكن الاستغناء عنهما..!! الأندية ستكون علي صفيح ساخن في الفترة المقبلة لاعتماد لوائحها الداخلية وانتخاب مجالس اداراتها.. وهذه المرحلة تحتاج وجوها مستنيرة.. ولكل مرحلة رجالها.. رجال يقبلون ثقافة الاختلاف وبالعمل الجماعي والأفكار الابداعية والتعلم من التجارب الخاطئة ويحترمون القانون واللوائح.. انتهي عهد الفراعنة!!