الشعب الفلسطيني لا يموت.. ستظل جيناته حية تناضل من أجل حقه في البقاء علي وجه المعمورة.. وسيظل النضال الفلسطيني لمقاومة إرهاب المستعمر الإسرائيلي وسياسته الاستيطانية قائماً مهما ساندت عدوه الإسرائيلي كل من أمريكا ودول الغرب وفي مقدمتها بريطانيا صاحبة وعد بلفور. أراد العدو الإسرائيلي -من خلال سياسة طويلة النفس- أن يمحو ذاكرة التاريخ بالاستيلاء علي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصي تمهيداً لمحوه وإعادة بناء هيكل سليمان.. ولكن الشعب الفلسطيني يدرك نوايا العدو ويعمل علي اجهاضها باستمرار.. ولن يؤثر فيه أن يسقط شهداء من بينهم دفاعاً عن رمزهم ورمز الأمة الإسلامية ليظل هذا الرمز شوكة في حلق المستوطنين وزعيمهم الإرهابي بنيامين نتنياهو. خلال الأسبوع الماضي احتلت قوات العدو ساحات المسجد الأقصي ومنعت المصلين الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم فيه.. وامعاناً في ذلك حاولت تركيب بوابات الكترونية علي مداخله.. هبت المقاومة الفلسطينية عن بكرة ابيها وقاومت محاولات العدو فاضطر لإزالة هذه البوابات بعد أن سقط من الفلسطينيين عدد من الشهداء ومئات الجرحي.. ولكنهم انتصروا علي عدوهم.. ورفعوا العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصي. وفي هبة ثانية للمقاومة الفلسطينية عاودت قوات العدو الصهيوني الاعتداء علي المصلين في المسجد الأقصي وانزلت العلم الفلسطيني من فوق المسجد وسقط خلال هذه الهجمة 60 مصاباً واغلقت قوات الاحتلال بوابات "ثالث الحرمين". لن تسكت المقاومة الفلسطينية علي هذا العدوان وسيظل الصراع قائما بينها وبين أعتي احتلال استيطاني بعد أن قام الاحتلال بوضع حواجز عسكرية في شارع صلاح الدين وأمام باب الساهرة وفي البلدة القديمة بالكامل في خطوة جديدة لمحاولة فرض سيطرته علي القدس. أعلنت المرجعيات الدينية في القدس أنه تم اغلاق كل مساجد القدس اليوم الجمعة علي ان يتوجه الجميع لاقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصي.. أكدت هذه المرجعيات أن الفلسطينيين سيقفون بقوة في وجه قوات الاحتلال إذا ما اعترضت علي فتح أي باب من أبواب الأقصي. قالت القناة الإسرائيلية الثانية إن هناك سيناريوهات مرعبة كانت وراء قرار إزالة البوابات الالكترونية عن مداخل الأقصي يمكن أن تؤدي الي انفجار الأوضاع في المنطقة من جديد في حال بقيت البوابات والكاميرات. ممثلو الشاباك- وهو جهاز الشرطة الإسرائيلية- ذكروا أن السيناريو الأول هو احتمال أن تندلع انتفاضة جديدة.. والثاني مشاركة فتح فيها بقوة واستخدام الأسلحة في الخليل.. والثالث يتركز حول احتمال نشوب حرب مع حزب الله.. والرابع احتمال تشكيل اتحاد غير عادي من العالم الإسلامي يشمل إيران وتركيا ودولا كثيرة. هذا ما دفع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل علي التراجع عن البوابات رغم أن بعض الوزراء رفضوا القرار. وكان الملك عبد الله الثاني ملك الأردن قد رفض الرد تليفونياً علي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل نتيجة لهذه الأحداث مما دفع جاريد كوشنر المستشار الخاص للرئيس الأمريكي بالاتصال بالملك وطلب منه التدخل شخصياً لتهدئة الأوضاع وحل أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان. في نفس الوقت عقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاً للرد علي اعتداءات إسرائيل وتضييقها علي المصلين في المسجد الأقصي.. وتغيب عن هذا الاجتماع وزير خارجية قطر!! الصراع سيستمر طويلاً بين قوي الاستيطان والشعب الفلسطيني صاحب العزيمة الصلدة.. ومهما طال الزمن فلن يستسلم هذا الشعب لمصيره المخطط له من قبل إسرائيل ومن ورائها أمريكا!! إنه شعب ولود.. يتكاثر بسرعة وأكثرهم من الشباب الراسخ قدمه في الأرض الفلسطينية.. في الوقت الذي بدأ فيه اليهود يغادرون إسرائيل.. ولن يُغلب الشعب الفلسطيني علي أمره مهما تعددت المؤامرات حوله.