في أجواء شديدة الحرارة يتخللها إحباط وإرهاق ويتسلل إليها نور خافت من الأمل الذي يراود بعض طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم لاكتساب درجات جديدة مستحقة قد تكون ضاعت في زحام التصحيح والمراجعة لتضاف إلي مجموعهم غير المرضي الذي حصلوا عليه بعد إعلان نتائج هذا العام.. واصل المتظلمون لليوم الخامس علي التوالي تقديم تظلماتهم لإعادة فحص كراسات إجاباتهم ورصد درجاتهم من جديد في ظل زحام شديد وطوابير ممتدة انتظاراً لدورهم في تقديم التظلم. "المساء" التقت عدداً من الطلاب المتظلمين من نتائج الثانوية العامة وأولياء أمورهم حيث رووا تجربتهم مع التظلمات وفحص أوراق الإجابات ومشاعرهم وردود أفعالهم تجاه النتائج والدرجات التي حصلوا عليها فعلياً. يقول عمر محمد علي والد الطالبة جنا: صدمت بحصول ابنتي علي درجات متدنية في مواد اللغة الإيطالية والجغرافيا حيث حصلت علي 35 درجة من أصل 60 رغم أنها حسب كلامها أدت الامتحانات بشكل جيد وتحديداً في هاتين المادتين ونحن نعيش في ظروف نفسية وعصبية سيئة بعد ان صدمت في نتيجة ابنتي المتفوقة والمتميزة دراسياً طوال مراحل الدراسة فلا أعرف كيف حدث هذا الأمر ونريد العدل وأن يتم رفع الظلم عن ابنتي. سهام الصغير والدة الطالبة شهد محمد صلاح تقول: حضرت مع ابنتي لتقديم تظلم لفحص أوراق إجاباتها في جميع المواد حيث إنها حصلت علي نسبة 72% ما دفعني لتقديم تظلمات في كل المواد حيث لم نشهد وقوع ظلم بهذا الشكل في السنوات الماضية فقد كانت ابنتي من المتفوقات وتحصل علي أعلي الدرجات ثم فوجئنا جميعاً بدرجات سيئة في نتيجة الثانوية العامة تخالف التوقعات والمستوي الحقيقي لابنتي. أضافت: نريد عدل ربنا وليس أي شيء آخر فالطلاب الآن لا يشعرون بالحياة يواصلون الليل بالنهار علي أمل واحد أن يتم رفع الظلم عنهم وتعود لهم الدرجات المفقودة لكي يستطيعوا اللحاق بالمرحلة الأولي من التنسيق. أما شهد محمد صلاح صاحبة التظلم فتقول: منذ علمت بالنتيجة لا أشعر بأي شيء في حياتي بسبب اقتناعي بأن هناك أخطاء فادحة في تصحيح أوراق اجاباتي في كل المواد وليس في مادة أو اثنتين لدرجة أن أغلب صديقاتي المتفوقات صدمن لما علمن أنني حصلت علي 72% رغم أن أغلبنا تجاوز 85 و89 و90% فمشوار الثانوية بكل شقائه وتعبه وقسوته ودروسه الخصوصية التي كبدت أسرتي كثيرً من الأموال لم تشفع لي في الحصول علي حقي لذا جئت إلي هنا مع والدتي في سعي وأمل ان أحصل علي حقي الضائع. وليد فؤاد- طالب: تقدمت بتظلم في مواد اللغة العربية والفيزياء والأحياء واللغة الانجليزية بسبب حصولي علي نصف الدرجات في المواد سالفة الذكر وقد خسرت ما يقرب من 25 درجة تقريباً دون ذنب فقد قمت بمراجعة أوراق إجاباتي مع العديد من المدرسين وزملائي وفقاً لنموذج الإجابات وتأكدت ان لدي درجات فُقدت لظروف ما لذا سوف أسعي بكل ما أملك من إرادة وصبر للبحث عن درجاتي المفقودة وأتمني ان يكون لدي الوزارة القدر نفسه من الرغبة في إعادة الحق لأبنائها الطلاب حتي لا يضيع مستقبلهم فكل أملي ان أستطيع اللحاق بالمرحلة الأولي أو الثانية من التنسيق علي أقصي تقدير. وأضاف: حلمي بأن ألتحق بالكلية التي أحلم بها. يقول ألفريد روميل طالب ثانوية عامة: لقد مرت عليَّ منذ إعلان النتيجة أسوأ أيام حياتي فعندما تكون طالباً متفوقاً طوال دراستك بالأرقام وتحديداً في الصفين الأول والثاني الثانوي إذن هناك شيء ما حدث لكي أحصل علي 79% رغم أنني قمت بمراجعة إجاباتي مع نموذج الإجابات الخاص بالوزارة فاكتشفت ان هناك درجات عديدة لم أحصل عليها لأسباب لا أعرفها مثل مواد الجيولوجيا والأحياء والفيزياء والكيمياء وهو أمر غريب أصابني بالدهشة والذهول وتأكدت من ذلك عندما ذهبت للفحص مع زملاء لي فوجدنا أن هناك درجات مهدرة لم يحصلوا عليها في عملية التصحيح. مصطفي هشام- طالب متظلم: نريد حقنا فأنا وغيري بالمئات وقع علينا ظلم ونعيش في إحباط وضيق شديد بعد أن تلقينا أسوأ خبر في حياتنا وهو نتيجة الثانوية العامة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر لأجد نفسي أحصل علي 85% وهو ما لا يعبر عن درجاتي الحقيقية وقد تأكدت منه حيث إنني راجعت إجاباتي مع العديد من الزملاء والمدرسين المتخصصين من خلال نماذج إجابة الوزارة لأكتشف الصدمة ان لي أكثر من 15 درجة علي الأقل في العديد من المواد أبرزها اللغة العربية واللغة الألمانية والأحياء والفيزياء. روميل ميخائيل بطرس- والد أحد الطلاب لقد وقع علي ابني وغيره ظلم جعلنا نري الدنيا سوداء فابني متفوق في كل المراحل الدراسية وكذلك في أولي وثانية ثانوي لذا صدمت بحصوله علي مجموع لم يتجاوز 80% رغم ان زملاءه الذين يحصلون معه علي دروس خصوصية وكانوا قد قاموا بمراجعة المواد طبقاً للاجابات النموذجية الخاصة بالوزارة تأكدوا من حصولهم علي درجات متقدمة لا تقل عن 55 من 60 إلا ان الأمر جاء مخالفاً للتوقعات ولم يحصل الطالب المتفوق إلا علي درجات قليلة أدت لتأخر ابني عن اللحاق بالمرحلة الأولي للتنسيق و هو ما يهدد مستقبله ويضرب طموحه وأحلامه في مقتل لذا أطالب بسرعة الفحص والتظلم لكي يحصل ابني وأبناء الآخرين علي حقوقهم.