تشتهر منطقة شمال الدقهلية بزراعة محصول القطن منذ عشرات السنين حيث توجد منطقة حفير شهاب الدين المستصلحة حديثا وتتميز بتربتها الطينية السمراء القلوية والتي تتناسب مع جذور القطن الوتدية التي تمتد لحوالي متر بطبقات الأرض في بعض الأصناف المحلية وخاصة صنف جيزة 94 الذي يتم زراعته ببلقاس أكبر تجمع لزراعة القطن بالدقهلية وشمال الدلتا. "المساء" استمعت الي خبراء زراعة القطن والمزارعين للوقوف علي المشكلات والمعوقات وطرح الحلول. يقول المهندس محمد المنسي وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية ان الدقهلية بها 28 ألف فدان هذا العام وتتركز الزراعة بمنطقة خفير شهاب الدين ببلقاس وبها 16 ألف فدان منزرعة بصنف جيزة 94 ويعطي انتاجية 10 قناطير كمتوسط للفدان. قال رفعت محمد بدير مدير الادارة الزراعية ببلقاس: هناك لأول مرة فريق متخصص لارشاد المزارعين لكيفية الزراعة واختيار الأصناف ومواعيد الري ومن المستهدف ان يستعيد محصول القطن ريادته للدولة والمزارعين بحيث يكون أعلي عائد مادي لتشجيع المزارعين. تفقدت المساء مع اخصائي القطن بمركز بلقاس المهندس حسن الشرقاوي عدة حقول واستمعنا سويا الي مشاكل المزارعين حيث قال الحاج ابراهيم الخميسي من قرية منشأة شومان لابد من توريد المبيدات للجمعيات وبيعها للمزارعين حتي نتفادي غشها مع كثرة الشركات في الأسواق وايجاد حلول لمشكلة الذبابة البيضاء التي تهب علينا من منطقة الاستصلاح بعد الانتهاء من محصول البطيخ وبداية عقد اللوز بشهر أغسطس. قال جمال عبدالحق يجب علي الدولة تحديد سعر القطن والشركات التي يتم البيع لها أو تجمعات التعاونيات حتي يطمئن المزارع لبيع محصوله ولا يتعرض لجشع التجار والسوق السوداء. ومن جانبه أكد اخصائي القطن ان فريقا من المهندسين الزراعيين يشرفون بصفة اسبوعية علي الأراضي المنزرعة بالقطن لتحديد المشكلات وعلاجها. أضاف انه حدث هذا العام تعاون مشترك بين الزراعة والري لتوفير المياه بنهايات الترع حتي نتفادي تعطيش النباتات حيث ثبت علميا ان انتظام فترات الري وتقاربها وعدم تعطيش النبات في الجو الحار يزيد من انتاجية الفدان لتصل الي 25 بالمائة. أوصي خبراء الزراعة أيضا بتوفير مستلزمات الزراعة عن طريق الجمعيات والتعاونيات لتفادي غش الأسمدة والمبيدات وتحديد سعر القنطار لتشجيع المزارعين وتدريب المهندسين والخبراء علي أحدث طرق الزراعة ومقاومة الآفات التي تصيب نوارة القطن والاهتمام بالبحث العلمي وتفعيل دور محطات الارشاد بالمحافظات وتطوير صناعة القطن واستنباط أفضل السلالات وعدم السماح بتصدير القطن المصري الخام بعد تطوير الأصناف حتي لا يتم زراعتها والمنافسة بها بدول أخري وفي نهاية جولة المساء بمنطقة حفير شهاب الدين أكد المهندس ابراهيم زكريا المراقب العام للتعاونيات بالدقهلية ان محصول القطن هذا العام سيكون مصدر دخل أساسي لمزارعيه بعد الدراسات التي تجريها أجهزة وزارة الزراعة والري والمراقبة العامة لزراعة محصول القطن بطريقة علمية تزيد من انتاجية الفدان الي 13 قنطارا بمتوسط ليصبح دخل المزارع من فدان القطن 30 ألف جنيه كمتوسط في ستة أشهر وهناك توجهات بالارتقاء بزراعة واستعادة عرض القطن المصري. أضاق المراقب العام هناك اتجاهات علمية وبحثية للتوسع في زراعة "الذهب الأبيض" بعد توجيهات الرئيس ونهد للموسم القادم من الآن وسوف نعمل علي زراعة القطن بتجمعات مكبرة حتي نتمكن من المتابعة والاشراف المستمر وطالب جميع العاملين بهذا المجال مخاطبة وزير الزراعة لاستعادة الدورة الزراعية حتي نتمكن من زراعة المحاصيل الاستراتيجية ومنها "الذهب الأبيض".