يظن البعض ان الحب قاصرا علي نبضة قلب مشتركة بين رجل وامرأة فقط ناسين ومتغافلين ان هذا ليس إلا صنف من الحب ولعله ابسطها من حيث تعقيدته فالحب الذي متعنا الله به هو حب الله لعباده بهذا الحب بدأ الكون دورته من عطاء واخذ بين العبد وربه فأعطانا الله ووهبنا بقدرته علي العطاء وأخذنا وشكرنا البعض شكر بقدر العطاء والبعض شكر لاحتياجه للشيء.. وقياسا علي عظمة هذا النوع من الحب جاء الحب الثاني في الأهمية حب الأم لفلذة كبدها فهو حب غير مشروط وهذا النوع الذي سأتكلم بصدده فقد وردت إليّ عديد الرسائل تسأل عن مشكلات تفجرت بين الأم والأبناء ويسأل هل من حقها التدخل في شئونه.. وأقول له نعم ولا. نعم: من حقها حين يكون صغيراً يحتاج إليها ولحنانها وعطفها وعطائها والابن هنا يستحسن تدخلها. ولا: يجوز لها التدخل حين يشب ويكبر ويتحول الشعور بالاحتياج لمجرد مشورة وهنا علي الأم ان تعي كيف تكون ذكية وكيف ومتي تنسحب. هذا الحب أنعم الله عليه بصبغة خاصة حين أوصي بالأم وحين بارك للابن الذي يرعي الأم ويقدمها علي نفسه وزوجته وابنائه. بل جعل قلب الأم يجدد غفرانه لحبيبها وابنها كما لو كانت إلهاً علي الأرض ومنحها دعوة لا ترد وجعل الجنة تحت قدميها ومنحها الكثير وجعل غضبها يهتز له عرش الرحمن. فلا تسأل يا من تسأل هل يجوز لي عدم سماع امرها.. فقد نهاك الله عن التلفظ بكلمة أوف فما بالك بما غير ذلك. وللصديق محمد الذي سألني هل تسامحه أمه علي تجاوزه في حقها أقول لك تفعل لو سامحك الله. الحب الذي زرع بقلب الأم والذي ميزه الله وبرأه عن كل نقص هناك حالات شاذة ومرضية تكون بين الابن والأم تصر فيه الأم ان تظل المتحكم في ابنها الذي تراه طفلاً ويصر الابن علي التخلص منها فتقع المشكلات. لذا وجب علينا ان نتذكر دور الأم وعظمته في الحياة تلك التي يقترن دخولك الجنة برضاها. "وللحديث بقية عن أنواع الحب".