دعت مصر الليلة الماضية دول التحالف الدولي ضد داعش خلال مشاركتها في الاجتماعات التي عقدت بواشنطن أمس إلي وقفة صادقة مع النفس والنظر بجدية إلي ما به من تناقضات لافتة إلي أن عضوية التحالف يجب أن تقتصر علي الدول متشابهة الفكر التي تقف علي قلب رجل واحد في مواجهة الارهاب وهو ما لا يتحقق بانضمام دول تعاني انفصاماً وترتدي قناعين أحدهما أمام المجتمع الدولي بوصفها شريكاً في محاربة الإرهاب والآخر في علاقتها المشبوهة بالعناصر الارهابية والمتطرفة التي تدعمها بالمال والسلاح من أجل جلب الخراب علي المنطقة. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد الذي رأس الوفد المصري وألقي بيان مصر في الاجتماعات إنه وفي اللحظة التي يضيق فيها الخناق المالي علي التنظيمات الإرهابية تسارع تلك الدول بنجدتهم عبر أموال الفدية في مخالفة صارخة للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. وأضاف أبوزيد أن مصر أكدت في بيانها خلال الاجتماع ان الانتصار الميداني والعسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي وبقدر أهميته يجب ان يمتد لينال من كافة التنظيمات الارهابية والمتطرفة بل ومن الأذرع- التي لم تعد خفية- في مساندتها ودعمها لتلك التنظيمات من أجل ضمان بقائها علي مدار السنوات الماضية سواء بالمال أو بالسلاح أو بالغطاء السياسي والإعلامي أو بتوفير الملاذ الآمن. واستنكر الدفاع المستميت من قبل البعض عن محطة الجزيرة الفضائية والتي تتخفي تحت عباءة حرية التعبير من أجل نشر أفكار سامة ومحتوي إعلامي مغرض يحض علي العنف والإرهاب ومستشهداً في ذلك باستضافة تلك المحطة لأبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة القاعدية أكثر من مرة واستضافتها ليوسف القرضاوي الذي تأويه قطر وهو يبيح قتل المصريين ويبيح العمليات الانتحارية ضد المدنيين فضلاً عما تبثه تلك المحطات من أفلام وثائقية لتصوير والاحتفاء بقنص جهاديين لأبناء القوات المسلحة خلال تأديتهم لواجبهم المقدس في حماية الوطن. من ناحية أخري يشارك سامح شكري وزير الخارجية اليوم في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في مدينة جدة. قال أبوزيد إن هذا الاجتماع يأتي في إطار الحرص علي تنسيق المواقف والتضامن بين الدول الأربع حول التعامل المستقبلي بشأن العلاقة مع قطر. وأصدرت مصر والسعودية والإمارات والبحرين بياناً مشتركاً جاء فيه تثمن الدول الأربع جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية في مكافحة الارهاب وتمويله والشراكة المتينة الكاملة في صيغتها النهائية المتجسدة في القمة الإسلامية الأمريكية التي شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أيا كان مصدره ومنشأه. إن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسلطات القطرية هي نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للارهاب مع التشديد ان هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدي جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه. وتؤكد الدول الأربع ان الإجراءات التي اتخذتها كانت لاستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية في دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف وتدخلها في الشئون الداخلية للدول الأخري وهي نشاطات يجب ان تتوقف بشكل كامل ونهائي تنفيذاً للمطالب العادلة المشروعة. قال البيان: دأبت السلطات القطرية علي نقض كل الاتفاقات والالتزامات وآخرها كان اتفاق الرياض 2013 مما أدي إلي سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية علي الاتفاق التكميلي 2014 واستمرارها في التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الارهابيين وتمويل العمليات الارهابية ونشرها لخطاب الكراهية والتطرف مما لا يمكن معه الوثوق في أي التزام يصدر عنها تبعاً لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها العودة إلي المسار الطبيعي والصحيح. كما تؤكد الدول الأربع استمرار إجراءاتها الحالية إلي أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.