نجح المؤتمر الثاني لمصر تستطيع بالتاء المربوطة في تحقيق العديد من المكتسبات علي رأسها تشكيل فريق عمل من الجامعتين المصرية والأمريكية للمكتبات للعمل علي اتخاذ القاهرة عاصمة للكتاب في العالم. أوصي المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله الليلة الماضية إنشاء آلية ميسرة للسماح للمصريين بالخارج بدعم المبادرات الوطنية وفي مقدمتها صندوق تحيا مصر عن طريق شبكات الاتصال والهواتف المحمولة للتبرع لمصر بعملات دول المهجر. كما نجحت د.هدي المراغي رئيس مركز أبحاث التصنيع بمركز أبحاث كندا بالاتفاق مع اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي لتطوير مصانع الإنتاج الحربي واستخدام أحدث الأساليب وتكنولوجيا التصنيع المتطورة. كما أعلنت السيناتور "آن علي" عضو البرلمان الاسترالي عن استعدادها لاستقبالها لمجموعة من البرلمانيات المصريات بأستراليا وذلك لتعزيز التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب واتفقت د.إيمان غنيم ود.حسناء عطيوي مع مسئولي وزارة الصناعة والتجارة لبحث كيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في مجالات الصناعة. كما أصدر المؤتمر العديد من التوصيات منها إعداد نظام معلوماتي جغرافي للدولة باستخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد بدقة عالية تشرف عليه الدكتورة إيمان غنيم للاسراع في الكشف عن الثروات الطبيعية من مياه جوفية وثروة معدنية وكذلك كشف جرائم التنقيب غير الشرعي عن الآثار وحماية الرقعة الزراعية من التعديات والمساعدة في مراقبة الحدود. طالبت المشاركات بعقد عدة دورات من مؤتمر مصر تستطيع لعدد من دول المهجر ودعوة أبناء الجيلين الثاني والثالث بالخارج لدورة خاصة من مؤتمرات "مصر تستطيع". أنهت نبيلة مكرم فعاليات المؤتمر بتوجيه الشكر لجميع المشاركين مؤكدة أنها تأثرت بشدة باحساس النابهات المصريات بأن كل ما حصلن عليه من تكريم وجوائز ومناصب خارج مصر لا يساوي شيئاً أمام تكريم مصر لهن. كانت أعمال المؤتمر قد شهدت في اليوم الثاني والأخير تنظيم ثلاث جلسات عمل وفي الجلسة الأولي التي حملت عنوان "المرأة والهجرة والمواطنة" أكدت السفيرة مني مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج أن الدولة ليست ضد الهجرة الشرعية وأن المصريين في الخارج هي إضافة جيدة لمصر فهم خط الدفاع والأمن القومي المصري لا يبخلون أبداً بخبرتهم علي مصر والدولة ضد الهجرة غير الشرعية لهذا تقوم الوزارة بعمل برامج وتدريبات مع منظمات المجتمع المدني لتعليم الشباب حرفة وتشجيعه علي السفر بشكل شرعي. أكدت الوزيرة أن الكابتن مني شندي قائدة الصواريخ بالبحرية الاسترالية هي أحد النماذج المشرفة في المؤتمر وأنها ستتولي مسئولية وضع استراتيجية للتعاون المشترك بين مصر واستراليا. تقليل الآثار علي المواطن وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان "الاقتصاد تحديات وحلول" أكدت د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي أن الإجراءات الإصلاحية في المجال الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة بداية من عام 2014 لها آثار من الضروري أن تعمل تحقيقها وتقليل آثارها خاصة علي المواطن البسيط. قالت إن دورنا في الحكومة هو تقليل الآثار السلبية الناجمة عن تلك الاصلاحات التي من المفترض أن تظهر آثارها مستقبلاً بصورة ايجابية. أضافت أن الدعم في مصر وعلي سنوات طويلة كان يذهب إلي السلع وليس الأفراد والآن نحن نقوم بإعادة توجيه الدعم بصورة صحيحة ليصل إلي المستحقين والفئات غير القادرة علي العمل. أوضحت أن الدعم النقدي المخصص كان 3 مليارات جنيه ثم أصبح 6 وحالياً 15 ملياراً في الموازنة العامة للدولة عام 2017 وحجم المستفيدين منه يصل عددهم إلي 3.5 مليون أسرة مصرية منهم مليون ونصف المليون تحت خط الفقر فضلاً عن أن 50% من الدعم النقدي تذهب الي الأسر الفقيرة في صعيد مصر. وبالنسبة للمعاشات قالت إنه يتم العمل حالياً علي زيادة المعاشات التي كانت حتي عام 2013 "70 مليار جنيه" وحالياً نجحنا في الوصول بها الي 155 ملياراً بزيادة 15% للمعاش لكل شخص وهذه الزيادة تمثل 2 مليون ونصف المليون مواطن. قالت هناك شرائح أقل استحقاقاً للدعم نعمل حالياً علي مراجعتها واستبعادها بعد أن تحولت إلي الشرائح الأعلي. أضافت أن وقف الدعم الكامل للمواطنين مرهون بتوفير فرص عمل لائقة تؤدي إلي زيادة في الدخل تمكنه من العيش بكرامة وتحقيق متطلباته الأساسية. أضافت أن الأولويات للنهوض بالاقتصاد في المرحلة الحالية هي العمل علي دعم البنية التحتية الذي يشهد تطوراً كبيراً لم تشهده مصر علي مدار الثلاثين عاماً الماضية وكذلك توفير الإسكان الاجتماعي لمنع التعدي علي الأراضي الزراعية مشيرة إلي أن هذه المشروعات تمثل قاطرة جذب للصناعات الأخري المختلفة خاصة المغذية. قالت إن من ضمن المشروعات التي تمثل أولوية دعم الاقتصاد هو عمليات التوسع الزراعي لتوسيع الرقعة الزراعية في مصر بالإضافة إلي تحسين مناخ وقوانين الاستثمار لخلق فرص جاذبة لرأس المال الأجنبي. 14 سيدة رئيساً للحكومة في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "الثقافة والفن والإعلام عناصر خلق الوعي" أعرب حلمي النمنم وزير الثقافة عن أمله أن يري المرأة المصرية رئيساً للحكومة والبرلمان مؤكداً عراقة مصر وأصالتها التي شهدت تولي 6 سيدات إدارة البلاد منهن كليوباترا وحتشبسوت. كشف أن وزارة الثقافة وقعت بروتوكولاً للتعاون مع وزارة الهجرة بهدف التواصل مع المصريين بالخارج وتنظيم حفلات ثقافية لهم مشيراً إلي التعاون الدائم بين وزارتي الثقافة والهجرة لحماية الجاليات المصرية من الأفكار والإرهابيين التي يرددها تنظيم الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية في العالم. قالت إسراء نوار مدير التطوير بجامعة "شايمان" الأمريكية إن هناك عدم وعي كاف بالمكتبات وأهميتها في تشكيل ثقافة المجتمع مشيرة الي تجربتها مع مكتبة الإسكندرية والتي منها انتقلت الي العمل في كاليفورنيا عام 2008 وهناك بدأت من الصفر في مجال العمل التطوعي حتي أصبحت أول مسلمة محجبة في جامعة مسيحية. 50% سيدات قالت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة إن 50% من المجتمع سيدات لو تم استغلالهن وفقاً لتكافؤ الفرص ستحقق نقلة نوعية مشيرة الي أن رؤية الشعوب للحقوق والواجبات تختلف من مجتمع لآخر وأن لدينا الآن دستوراً يمنح المرأة حقوقها دون أي تمييز ولدينا إرادة سياسية متفردة خاصة مع وصول السفيرة فايزة أبو النجا لتولي منصب أول مستشار للأمن القومي وكذلك أول سيدة تتولي منصب محافظ وأول رئيسة للنيابة الإدارية وأول رئيسة لجامعة الإسكندرية. أضافت أن ثلث الأسر تعولها امرأة مشيرة إلي أهمية المؤتمر وأنه يفتح ملف المرأة المهاجرة موضحة أن المجلس القومي فريق متكامل تم اختياره من قبل رئاسة الجمهورية من أجل تغيير شكل التمكين في مصر واظهار حقوق المرأة المصرية في مختلف أنحاء البلاد وشكل الحقوق والواجبات مؤكدة ضرورة منح الفرصة للمرأة للقيادة. أعربت د.فوزية العشماوي خبيرة البحث والترجمة باليونسكو بسويسرا عن أسفها الشديد لعدم تواجد احصائيات دقيقة عن المرأة المصرية وأنها اضطرت الي اللجؤ الي احصائيات الأممالمتحدة والتي كانت بياناتها غير دقيقة بالسلب عن المرأة المصرية مثل إن المرأة المصرية تعاني من الأمية وكذلك الحال بالنسبة لاحصائيات منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلي أن المرأة المصرية تعاني من أمراض عديدة مثل فيروس "سي والبدانة والسكر". وطالبت بانشاء قاعدة بيانات ترصد واقع المرأة بشكل دقيق. شهدت ختام أعمال المؤتمر تكريم المشاركات من بلاد المهجر وكلمات ختامية لكل من نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وإسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للتكنولوجيا والنقل البحري وألقت إيمان غنيم التوصيات.