العيد فرحة وإجازة وفسحة.. لكن ليس لكل الناس.. فالباعة الجائلون لا يعرفون الراحة أو الخمول في "موسم الأرزاق".. عيدهم يبدأ بعد الناس ومسئوليات الحياة والمصاريف أهم من الخروج لقضاء الإجازات. وشعارهم في الحياة "الرزق يحب الخفية". يحمل كل منهم بضاعته ويقف بها أمام الحدائق والمتنزهات لا يفكرون في التعب والإجهاد أو حرارة الشمس الحارقة ولكن الأهم والهدف الحصول علي الرزق الحلال و"العيدية" بالنسبة لهم زيادة المبيعات خلال الإجازات.. "المساء" قامت برصد حركة هؤلاء الباعة للتعرف علي ظروف حياتهم وكيف يقضون أوقاتهم خلال أيام العيد. بائع "الآيس كريم": تكلفة المكونات تضاعفت .. والإقبال ضعيف * أيمن محمد عبدالعزيز "بائع علي عربة آيس كريم 31 عاما" قال: لديّ طفلان. وأتواجد بصفة أساسية خلال أيام العيد أمام "حديقة الأزهر" نظرا للإقبال المتزايد. ولكن الأماكن المخصصة للباعة لا تجعل هناك فرصة بأن نحصل علي دخل جيد في العيد. وللأسف عملية البيع والشراء تناقصت كثيرا عن الأعوام السابقة. نظرا لارتفاع تكاليف المكونات التي تستخدم لصنع الآيس كريم من 600 إلي 2200 جنيه لمثبت الألوان. والباودر من 2000 إلي 3600 جنيه وبذلك لا يمكننا أن نحصل علي أرباح كبيرة نظرا لظروف المواطنين. وفي الأيام العادية أتجول بعربة "الآيس كريم" في مختلف الميادين بمحافظة القاهرة والتي تشتهر بالزحام. وفي إجازات الأعياد لا يمكنني الاستمتاع بالخروج مع زوجتي وأبنائي نظرا لظروف العمل. ولكن تقوم الزوجة باصطحاب الأبناء إلي بيت العائلة والتجمع مع الأسرة. صاحب نصبة شاي: أستعين بأبنائي لمواجهة أعباء المعيشة * علي خليفة "صاحب نصبة شاي" قال: أعمل في هذه المهنة منذ 4 أعوام ولديّ 4 أبناء.. اثنان منهم يساعدانني خلال أيام العيد. أحدهم علي "نصبة الشاي" والآخر يقوم بمساعدة أخي علي "عربة الكشري". الظروف المعيشية الصعبة لا تجعلنا نفكر أو نبحث عن فرحة العيد والخروج للحدائق والمتنزهات. نحتاج لكل جنيه لنواجه به الأسعار المرتفعة. وأيام العيد هي الموسم الأساسي الذي نعتمد عليه. حتي الأبناء لا يفكرون في فرحة العيد ولكن في توفير المأكل والمشرب. اليومية خلال أيام العيد تتزايد عن الأيام العادية. وفي الأوقات الأخري بعيدا عن العيد أعمل يومين فقط وهما الجمعة والأحد من كل أسبوع نظرا لظروف الإجازات الأسبوعية وإقبال المواطنين علي زيارة "حديقة الأزهر". بائع الكشري: لا أعرف الإجازات * مصطفي رمضان "بائع كشري" قال: لديّ 3 أبنناء وأعمل بهذه المهنة منذ سنوات. وأثناء إجازات الأعياد أحمل "علب الكشري" بصندوق كبير وأقف أمام حديقة "الفسطاط" لعرض البضاعة أمام الزوار. وعندما تنتهي الكمية أذهب إلي المحل مرة أخري وأقوم بتعبئة الصندوق وأعاود مرة أخري للوقوف أمام الحديثة. وبالطبع الدخل اليومي خلال أيام الأعياد يختلف كثيرا عن الأيام العادية لذلك لا أفكر في الاستمتاع بالإجازة أو الخروج بصحبة أبنائي. نظرا لظروف المعيشة واعتماد الأبناء علي هذا الأمر. لذلك ينتظرون انتهاء الأعياد وبعدها اصطحبهم إلي أي مكان ونقضي الإجازة سويًا. ولكن إقبال الزوار علي شراء "علب الكشري" من أمام الحديقة قل بنسبة كبيرة عن الأعوام السابقة نظرا لارتفاع التكلفة والأسرة التي تتكون من عدد كبير من الأبناء لا يمكنها شراء كميات كبيرة من العلب التي تتمتع بحجم صغير وسعر مرتفع. فالجميع يأتي للحديقة وهو يصطحب من منزله الوجبات المنزلية الجاهزة. طالب بثانية صناعة: سنة أولي فريسكا * عاصم جودة "بائع فريسكا": أبلغ من العمر 19 عاما طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي ولأول مرة هذا العام أفكر في بيع "الفريسكا" أمام حديقة الفسطاط. في كل إجازة أتفق مع أصحابي للخروج وقضاء وقت لطيف معهم والاستمتاع. ولكن الظروف والحياة تبدلت هذا العام. ولا نشعر بالسعادة التي كنا نشعر بها سابقا. الأماكن التي كنا نستمتع بها غير متوفرة والأسعار مرتفعة جدا. وإذا تم الاتفاق علي مكان محددًا للخروج وقضاء الإجازة نجد التكلفة أكبر من "إمكانياتنا المادية". لذلك تبدل التفكير والخطط وفضلت أن أستثمر الإجازة في عمل مفيد وأحصل علي مصدر دخل جيد أستطيع أن أساعد نفسي أو الخروج فيما بعد مع أصدقائي. طالب الهندسة: أساعد الأسرة وأبيع الذرة المشوي * أمير أباظة "بائع ذرة مشوي" قال: أبلغ من العمر 24 عاما وبالصف الرابع بكلية الهندسة. ولدّي اهتمامات وموهبة في كتابة الشعر والقصص القصيرة ومنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الحالة المادية التي نمر بها جعلتني أفكر جديًا في مساعدة نفسي وأسرتي. وأقوم ببيع "الذرة المشوي" منذ سنوات بجوار محطة المترو. نظرا لقربها من محل سكني بشارع "دير الملاك" والزحام والإقبال من المواطنين الذين يستخدمون "المترو" كوسيلة للمواصلات. أما عن قضاء إجازة العيد فلا أفكر بها علي الإطلاق. نظرا لوجود اهتمامات ومسئوليات أكبر يجد الشخص نفسه أمامها وعليه أن يبحث لها عن حلول ثم يفكر في الإجازة والعيد. صاحب مؤهل متوسط: ربيت أبنائي التسعة من "العرقسوس" * عبدالعزيز محمود "بائع عرقسوس" قال: لديّ 9 أبناء ومن محافظة سوهاج. وأعمل بهذه المهنة منذ سنوات عديدة وبالرغم من حصولي علي مؤهل متوسط لكن وجدت أن العمل الحكومي لا يساعدني علي تربية أبنائي. الابن الأكبر بكلية "أصول دين" وابنه بالمرحلة الثانوي وتحتاج ما لا يقل عن مبلغ 500 جنيه للدروس الخصوصية. وبالرغم من ذلك رفضت تماما أن يعمل أحد منهم خلال فترة الدراسة. رغبة مني في أن يحصلوا علي حقهم في التعليم والدراسة. وعقب ذلك يبحث كل منهم عن العمل الذي يناسبه. وفي فترة الإجازات والأعياد أتواجد أمام حديقة "الفسطاط" لبيع "العرقسوس" ولكن في الأيام العادية أتجول في عدد من الميادين والشوارع لبيعه.