هناك تحذيرات دائمة من استخدام الأكياس ومنتجات البلاستيك في الطعام لتفاعلها مع الحرارة. ما يسبب العديد من الأمراض. لكن فتلة الشاي وفتلة المشروبات الجاهزة التي يستخدمها المستهلكون في بيوتهم ويتناولونها علي المقاهي والكافي شوب ظهرت في الفترة الأخيرة بعض التحذيرات بشأنها ومدي خطورتها علي صحة الإنسان. قامت "المساء" بفتح ملف البلاستيكات المستخدمة مع الغذاء ومدي صحة ما أثير عن فتلة الشاي وكانت الإجابات من قبل خبراء التغذية ومراكز البحوث الزراعية والغذائية ساحقة.. حيث أكدوا أنها كارثة صحية خاصة الفتلة المبيضة بمادة "الديكوسين" المصنعة من مركبات مسرطنة. وجميع البلاستيكات التي تتفاعل في التسخين مع الغذاء.. مؤكدين أنها تسبب الإصابة بأمراض الكلي والكبد وقد يصل الأمر لحد الإصابة بالسرطان. بعد صدور تقارير أجنبية تحذر من تناول مشروعات "الفتلة" بسبب تبييض أكياسها بمركبات "الديكوسين" المسرطنة.. أكد خبراء التغذية ضرورة أن تشتمل التقارير علي النسب أو الكميات التي تستخدم من هذه المركبات وكذلك أن تحدد ما إذا كانت هذه المركبات تتراكم في جسم الإنسان أو أن الجسم يتخلص منها أولاً بأول. مشيرين إلي أن هذه المعلومات ضرورية لتحديد مدي خطورة تناول هذا النوع من المشروبات. فيما أكد آخرون أن خطورة تناول مشروبات "الفتلة" تتمثل في استخدام دبابيس ألمومنيوم في إغلاق بعضها. مؤكدين أن مادة الألومنيوم بمجرد وضعها في الماء الساخن تتفاعل معه وتسبب هشاشة في العظام. كما أن لها تأثيرات ضارة علي مخ الإنسان. حذر الخبراء من وضع المشروبات الساخنة في أكياس أو أوان بلاستيك. خاصة أن هذا البلاستيك قد يكون معاد التدوير. فيمثل خطورة رهيبة علي الإنسان. د.نبيه إبراهيم "رئيس مركز معلومات سلامة الغذاء بمركز البحوث الزراعية": تقول التقارير الحديثة إن تبييض أكياس "الفتلة" الخاصة بالشاي واليانسون وغيرهما من المشروبات يتم من خلال مادة "الديكوسين" وبالرغم من أن هذا المركب يعد من المركبات الخطيرة التي توجد في مناطق البراكين إلا أننا نحتاج لمعرفة النسبة أو الكمية التي تستخدم في تبييض أكياس "الفتلة" لمعرفة درجة خطورتها علي جسم الإنسان. وللأسف الشديد لم توضح التقارير الأجنبية هذه النسبة. وبالتالي فهذه التقارير غير مكتملة ويجب أن تشتمل علي كل التفاصيل اللازمة في هذا الصدد لكي يتم الأخذ بها. وبشكل عام فإن تحليل مركبات "الديكوسين" صعب ومكلف جداً. د.فتحي النواوي "أستاذ الرقابة الصحية بكلية الطب البيطري": معظم شركات العالم تنتج شاي "الفتلة" أو مشروبات الفتلة. وبالتالي فنحن نحتاج لتقرير من منظمة الصحة العالمية يؤكد مدي صحة ما يتداول في الفترة الأخيرة من معلومات عن خطورة المادة المصنعة منها أكياس "الفتلة" حتي لا نلقي بالاتهامات علي الشركات أو ترويج معلومات دون التأني ومعرفة مدي مصداقيتها. لكن بشكل عام فإن الشاي الذي يتم تعبئته في أكياس "الفتلة" هو أردأ أنواع الشاي إذ أن "تراب الشاي" هو الذي يستخدم في تعبئة أكياس الفتلة. حيث يتم تجفيف أوراق الشاي وطحنها وتعبئة الحبيبات في أكياس عادية "الشاي العادي" وما يتبقي من غبار الشاي أو بودرة الشاي يعبأ في أكياس الفتلة. أما بالنسبة لتعبئة الأطعمة الساخنة في أكياس أو علب بلاستيك مثل أكياس الفول والبليلة أو علب الكشري وغيرها فهي شديدة الخطورة علي الصحة إذ أن البلاستيك يتفاعل مع الأطعمة الساخنة. خاصة السوائل.. حيث تمتزج بعض المواد الضارة المصنع منها هذه الأكياس مع الأطعمة وقد تتسبب في إصابة من يتناولها بأمراض خطيرة علي رأسها الفشل الكبدي والفشل الكلوي والسرطان. وبالتالي يجب التوقف نهائياً عن هذه العادة واستبدال البلاستيكات بالأواني الزجاج أو الاستانلس لوضع الأطعمة الساخنة فيها. وبالنسبة للزجاجات الفارغة التي تباع في الأسواق والتي تستخدمها الأمهات كزمزيات لأطفالهن. فهي من المحتمل أن تكون خطيرة وضارة. خاصة في ظل مجهولية مصدرها أو المواد المصنعة منها. وبالتالي يجب الاقتصار علي استخدام الزمزميات المبطنة التي تكون أشبه ب "التورمس" لأنها لا تمثل أي خطورة علي مستخدمها. * د.إبراهيم محمد حامد "أستاذ التغذية والكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث": الورق الذي يستخدم في تعبئة الشاي علي هيئة "باكيت" مصنوع من مواد لها مواصفات صحية والشركات تراعي مثل هذه المواصفات ولابد أن تعلن منظمة الصحة العالمية إذا كان هناك خطورة بالفعل أم لا. ولا يجب الانسياق خلف أي تقارير طبية أخري تصدر عن أي هيئات طبية. أضاف: الخطورة ليست في الورق الذي يستخدم في تعبئة الشاي. ولكن في مادة الألومنيوم التي تأتي من "دبسة الشاي" التي تستخدم لإغلاق الظرف بإحكام. فهي تؤثر علي مخ الإنسان وتسبب النسيان وقد تؤدي لهشاشة العظام عند الاختلاط بالماء الساخن. وفيما يخص الأغذية التي يتم حفظها في مواد بلاستيكية سواء كانت ساخنة أو باردة.. فيقول د.إبراهيم محمد إنه يجب مراعاة عدم الاحتفاظ بالأطعمة الساخنة داخل أكياس بلاستيكية لفترات طويلة والمعلبات تكون لشركات معروفة ومشهود لها بالكفاءة واتباع النظم الصحية السليمة. * د.أحمد سيد "خبير غذائي ومندوب مصر بمنظمة الفاو": أحذر من صب المشروبات الساخنة في بلاستيك. خصوصاً أن الأواني والأكواب والأكياس المصنوعة من البلاستيك تكون مجهولة الخامات ولا ندري إذا كانت المواد المصنوعة منها تصلح لتناول الأطعمة فيها أم لا. وقد تكون هذه البلاستيكات معادة التدوير. وبالتالي يمثل استخدامها أمراً خطيراً علي الصحة. لذا فإننا نحتاج في مصر إلي تشديد الرقابة علي مصانع البلاستيك. بحيث يتم وضع المواصفات والمكونات المصنوعة منها هذه البلاستيكات علي غرار ما يحدث في الدول الأوروبية ليتمكن الفرد من تحديد صلاحية هذه الأواني أو الأكياس لوضع الطعام. * د.عبدالرحمن عطية "أستاذ الأغذية والأطعمة" قال: يجب التفريق بين الأغذية التي يتم حفظها بأكياس سوداء والأخري البيضاء والشفافة.. فالخطورة الأكبر تكمن في السوداء منها أو الملونة لأن تأثيرها يكون أقوي. لكن البيضاء تأثيرها أقل بعض الشيء.